المصدر: | حوار العرب |
---|---|
الناشر: | مؤسسة الفكر العربي |
المؤلف الرئيسي: | بورغامي، خضر (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 1, ع 9 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | اغسطس |
الصفحات: | 23 - 31 |
رقم MD: | 182135 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
إن المغاربة لم يتابعوا المسيرة الشعرية منذ فتح الأندلس، مع أنهم كانوا من أكبر المجموعات التي دخلت الأندلس، وكانوا من أكبر المجموعات التي عادت إلى المغرب بعد سقوط الأندلس، وكانوا من أكبر المجموعات التي أهملت النفحات الشعرية الأندلسية، فقد غاب عن شعرهم كل ما يسمى الفرح، كما كان في تراث الأندلسي. ربما يكون عدم حسم مسألة الهوية هو الكامن وراء هذا كله. فهل دفعهم هذا الوضع، أو هذا اليأس، إلى أن يركبوا موجة النقد البنيوي الفرنسي، بحكم الجوار والثقافة واللغة ولا شيء آخر؟ وهل يكون البحث عن هوية، لا يزال جاريا إلى اليوم من دون حسم، ما لم يتح لهم الفرصة بعد حتى يباشروا تطوير شعرهم وتنمية نقدهم؟ وإذا كانت المدة المنصرمة من سقوط الأندلس حتى اليوم، لا تتيح تحديد الهوية، فمن يقدر المدة الباقية لحسم مسألة الهوية، وإفساح مجال الإبداع الأدبي أمام المثقفين الكبار في المغرب؟ وعلى الرغم من أننا حصرنا حديثنا ضمن الأطروحتين: الفكر والإبداع الأدبي، فلا بد أن نشير إلى أن المغرب يجيش بتيارات فكرية/ سياسية، حيث انتهى اليمين المغربي إلى السير في المنحى الديني، بينما الفريق العلماني، لا يزال يشتمل على الكثير من الطموحات؛ التي خفت صوتها كثيرا عندما سيطر المتشددون على الشارع، وعلى فكر الدهماء، والتي سوف تتبلور بمرور الأحداث، واتساع التعليم العالي، ما يساعد على حسم العديد من القضايا الثقافية والإبداعية المطروحة. إن العلاقة مع "العروبة" لا تزال تعاني بعض المتاعب، فقد أخذوا منها الدين، بالإضافة إلى اللغة التي لا تزال بين أخذ ورد في الموزاييك العرقي الكبير. بيد أنهم لا يزالون حتى الآن في مرحلة مناقشة الثقافة المشرقية ومدى صلاحيتها للهوية المغربية، التي لم تحسم حتى الآن. ولو تفاعل المغاربة مع الإبداع الشعري (الذي اخترناه من بين باقي الأنواع في هذه الملاحظات)، لكان لهذا الإبداع سجل حديث غني بأصوات المغاربة. ولا ندري إلى متى يستمر الغزل مع المشرق وأوروبا في آن معا، من أجل حسم مسألة الهوية. لكن الجيشان الثقافي، والنشاط الفكري، والعمل السياسي الذي يتسع أكثر فأكثر، ويميل إلى الروح المدنية بسرعة، هذا كله سوف يختصر الزمن إذا لم تحدث تطورات على غرار التطورات المتشددة السابقة... وإلا بقي المغرب من دون انتماء إلى المشرق أو أوروبا، ومن دون إعلان هوية خاصة. إن المغرب يقدم للمراقبين ظواهر قد تكون عصية على التفسير مثل مثلث برمودا، أو ربما مثل الأسرار الأورفية والإليوسية... ومن أهم أسباب هذه الأسرار ما يصطلح علم النفس على تسميته "قلق الهوية" الذي يعانون منه، نظرا لعدم الحسم في موازين القوى على الساحة الفاعلة، في الشارع والسلطة، عند الدهماء والمثقفين، عند العروبيين وغير العروبيين، عند الإقليميين والمحليين، عند السلفيين والليبراليين ... ولكن لا بد من أن تنجلي "الأسرار" أكثر، كلما مال ميزان القوى الفاعلة إلى هذه الجهة أو تلك. |
---|