المستخلص: |
تبين هذه الدراسة حجم التحولات التي حدثت في غرب أفريقيا خلال القرن الحالي، حيث تحولت المستعمرات التى رسم الأوروبيون حدودها إلى دول مستقلة، و فرضت قوانين غير تلك القوانين العرفية التي سادت أيام الممالك الأولى، كما قامت الأسس البيروقراطية في الإدارة التي تخالف النمط الذي كان سائداً في السلالات الاجتماعية و ظهرت المدن الحديثة، و الصناعات التحويلية، و أمسكت بزمام السلطة جماعات صغيرة من النخب ذات الثقافة الغربية، المنحدرة من بيوت متواضعة فقيرة لفلاحين أميين، مؤسسة قيماً و أفكاراً جديدة في تلك المناطق، أو نخباً عسكرية ترى في النخب السياسية فساداً و تعدياً على ممتلكات الشعوب. لقد صار أبناء المدن في غرب أفريقيا يوائمون حياتهم مع النمط الغربي، و ينشدون هويتهم الأفريقية من خلال مبادىء نظرية غربية مطعمة بعلاقات حميمة مع الأصول، و صار الأمن الاجتماعي ينشد من خلال الروابط العرقية لا السلالية، و قامت النقابات و الروابط ذات الأهداف الجديدة، و نشأت أساليب جديدة لمقاومة الإحباط و التوتر الناجمين من التغيرات المتسارعة في بنية المجتمع، و طال هذا التغير كل مجالات الحياة من سياسة و اقتصاد و اجتماع و فكر و أدب. و ما يزال التحوّل الاجتماعيّ مستمراً.
|