المصدر: | حولية المنتدى للدراسات الإنسانية |
---|---|
الناشر: | المنتدي الوطني لأبحاث الفكر والثقافة |
المؤلف الرئيسي: | جاسم، متعب مناف (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 3, ع 4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الصفحات: | 45 - 58 |
ISSN: |
1998-0841 |
رقم MD: | 192246 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن المواطنة والتي ستتطلب توسط الديمقراطية بين الفرد ومجتمعه من جهة والدولة وقتها من جهة ثانية وبالأخص في عراقنا تاريخيا وراهنا حيث بقيت ثنائية الحاكم والمحكوم مع تحول أن يكون الحاكم عادلا مما قد يقبل عندها استبداده وفق صيغة العادل المستبد. فالمواطنة مفردة جديدة شرطها توسط الديمقراطية قانونا وحقوقا وواجبات بين المحكوم والحاكم مما يرتقي بمستوى الأول ليكون ندا للثاني ويبقى الحاكم في دائرة الفعل أو الأداء مع إسقاط الملكية عند كما هو الحال في معظم حكام شرقنا الذين يملكون قبل أن يحكموا. أو كما جاء في التنزيل ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ 23: النمل واختتم اقتباسي من السورة نفسها(النمل) بإيراد جواب المملكة المالكة الحاكمة لقومها(( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)) 34: النمل. هذا هو غلط الحكم الاستبدادي الشرقي، فكيف يمكن تفكيك إشكالية الرأس إلى التعامل الندي مع الحاكم، وهذا لا يتحقق إلا إذا أعيدت هيكلة المجتمع من خلال نشر ثقافة التسامح تأخذ في حسابها قبول الآخر المختلف كما هو لا كما نريده أي أنها الثقافة تحترم اختلاف مما يجعل من استثمارنا في ثقافة التسامح وفي عراق الحاضر من أكثر الاستثمارات إنتاجية على الصعد الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، ومثل هذا الاستثمار في ثقافة التسامح وصولا إلى قبول اختلاف الآخر لا يمكن أن يتحقق إلا إذا فككنا الإشكاليان التي تقف في وجه تأصيل ثقافة التسامح ومن ثم الاستثمار فيها وصولا إلى قبول الآخر مختلفا.(16) إن شعار: أقبلني كما أنا إنما يمثل نصف الحقيقة لذا فإن النصف الأخر المكمل لها لاكما تريدني هو الجذر الذي حرك كل هذه الإشكالية التي تحولت إلى تناقضات تحد تجد بدايات تداخلاتها عند الشروع بجعل العراق دولة(State). في عشرينيات القرن العشرين الفائت. فالعراق ارض ما بين النهرين (Mesopotamia) وادي (Valley) من أقدم وأهم وديان العالم. وطبيعة الوادي(قاموسا) أن يكون منخفضا مشكلا متقابل جانبين مائلين. فأرضه منخفضة ثم هي هضبة(عدنية) وجانباه مائلان. وبفعل انخفاض أرضه وعدنيتها(حضريتها) وميلان جوانبها فإنها(جاذبة) للبشر والديانات والأفكار، تحيط بها صحراوات جرداء (طاردة) زاد ذلك من تدفق الأقوام عليها منهم من عبر (Transit) ومن قام دفع سكان الأصل على اختراع شفرة (رموز) متواصلون بها لتكريس تميزهم عن الوافدين تحولت بعد تثبيتها(نقشها) إلى حروف شكلت احد أقدن أبجديات العالم بكر في وضعها أهل العراق الرافدين الحضاري وذلك ليتفوقوا على جيرانهم من المرتحلين في القفار والقاطنين في الهضبة إلى الشرق وسكنه الجبال الذين يتدبرون شؤون حياتهم بالأعراف التي لا تمدد إلا بحدود محليات مجتمعاتهم.(17) فوادي الرافدين القدين والذي صار(عراقاً) أصاب قسطا وافراً من التاريخ يتجاوز حدوده في الاستيعاب قد يمتد(10000) سنة من الإجحاف أن تحوله على حلقات متصلة من العنف دون أن تنفي أن مثل هذا السلوك تماثل فيه مع غيره من مجتمعات منطقته والعالم والأقرب إلى محاضرتنا (اقبلني كما لا كما تريدني) أن تقول بعمق وتجرد ومنهجية، العراق من راهنه أي التاريخ اجتماعا ومنذ العشرينات من القرن العشرين الماضي بخمسينياته شهدت ولادة النخب السياسية(الحديثة) وستينياته بدايتها الطبقية أما سبعينياته فقد مر فيها العراق بأحد أهم التحولات في حياته السياسية بالذات أو حدثت نقلة نوعية في العامة إلى الجماهير(Mass).(18) دون النكوص إلى الخلف الزمني، فان العراق الميزوبوتامي عبورا إلى عمره الإسلامي واحتلالاته المتعاقبة وصولاً إلى اليوم قد أثقله كم تاريخي تجاوز قدره راهنة على حمله حوله إلى هم. وبذلك اضطربت لديه بوصلة الاتجاه، وبالموجز من أين نبدأ؟ و بصيغة قد تكون(مستنفرة) بأي من حلقات تاريخنا نبدأ؟ لقد دخلت السلطات الحاكمة منذ تشكيل الدولة الوطنية على خط توجيه بوصلة مساره دفعها إن تبني كل أيديولوجية نظامها السياسي على الدين كي تضمن الشرعية اللازمة، لذا فقد دخلت طرفا مستقلا في وسط المجتمع العراقي بدلاً من عن تقف على مسافة واحدة من كل مكوناته ناظرة إليهم كمواطنين وليس كرعايا أو تابعني مع تأكيد على الأداء الحكومي الذي يضع القانون وسطا بينه وبين الاراد خلال التعامل معهم. والذي يحزّ في النفس ونحن نؤسس لثقافته تسامح ونستثمر في اختلاف الآخر ما يتوارد علينا من كتابات عن العراقن لعل أحدثها ما كتبته دوكلاس بورج (Douglas Poreh) وبعنوان مستفز هو تشرشل يزيف أمه (Churchill s Counterfeit nation) جاء فيه"في الواقع فإن البريطانيين هم الذين اوجدوا العراق الدولة، قرروا حدوده، وسنّو مؤسساته واختاروا قيادته" ص21 وهذا ما يردده الغرب وانكلترا بالذات لمثل هذه الطروحات الهزيلة التي لا تملك من المصداقية إلا ما تصوره البريطانيون لعراق دولة حلوب يدور في فلكهم يؤمن طريقهم البحرية إلى الهند. فهل يمكن تزييف مجتمع عمره خمسون قرناً اسمه العراق/ميسوبوتاميا في وقت كانت فيه الجزر البريطانية مرتعا للبرابرة والقراصنة. المجتمع لا يمكن تزيفه أو حتى تجميعه إذ من الصعب لصق البشر ولكن ما حدث أن الأمم ومنها العراق- وهو عروق وليس عراقاً-يمتلك كتلة تاريخية ضخمة وبالفعل فقد كانت بابل سُرةّ العالم والرأس فيها يحكم جهات العالم الأربع، واسم بغداد القديم(بابل) والحيرة (Hira)"كانت حاضرة المسيحية النسطورية والثقافة السريانية قبل الإسلام وحتى الفتح... ثم انتقل المركز إلى الكوفة بعد الفتح.. وبعد جفن الإمام علي(عليه السلام) وفي النجف قرب الكوفة انتقل السكان ومركزهم الحضاري إلى النجف حول قبر الإمام علي(عليه السلام)".(مطر الذات الجريحة، ص421).(19) وكذلك الأنبار والبصرة الإسلامية/ المعتزلية بصرة إخوان الصفا وخلال الوفا"... يسكنها الفارسي النسبة، العربي الدين، الحنفي المذهب العراقي الأدب، العبراني المخبر، المسيحي المنهج، الشامي النسك اليوناني العلوم، النهدي البصيرة، الصوفي السيرة، الملكي الأخلاق، الرباني الرأي، الإلهي المعارف"رسائل إخوان الصفا(1957) ج2، ص316). وهذا غيض من فيض، فهل يمكن أن يزيف كل هذا الحمل التاريخي؟ الواقع إن حشر هذا الحمل في فضاء جغرافي محدد، وهي الطريق التي تم فيها بناء الدول عندما تسيدت أوروبا العالم ورثتها أمريكا حيث تم التفريط بالإرث التاريخي الضخم والمخترق كي يتم تصنيع دولة(عصرية). قطع مثل هذا العقل الاستغلالي ليس التاريخ حسب وإنما البشر الذي عاش وحضن ونهض بالجهد الحضاري المتوارث وبذلك أصيب العديد من مجتمعات منطقتنا الإحباط، وبدأ البحث عن أكباش فداء نعلق عليها خدمات تقسيم الجسم التاريخي بعد لأن تحول من ورث الجانب الأكبر منه إلى رجل مريض وبذلك ظهرت تناقضات لم تلبث أن تصاعدت نزعات بين الأديان والأقواميات والأطياف والتلاوين ما لبثثت أن تحولت صراعات. هذه الخلفية- رغم محدودية تحليلها- كانت وراء تثبيط همة العراقيين واندفاعهم لبناء مشروع عراقي خاص بهم لا يكون تباعا لأي من امتلاءات المنطقة أو الخارج0وهو تلوح بوادره في الرهن العراقي-دون نسيان حقيقته هي أن مصير عرقنا في الميزان فإما إن تكون أو لا تكون وهو التحدي الأكبر من كل صراع جانبي مهما كان لونه ومكانه لأنه صراع وجود فإذا تم الوعي بهده الحقيقة فان شعار"اقبلني كما أنا" يكون قد استقر فوق ارض صُلبة وسط مجتمع متعاضد عندها يطرح النصف الثاني المكمل للشعار: لا كما تريدني لقطع الطريق على تكرار ما مر بنا خلال سنوات الحجر الماضية وما تبعها بعد(2003) من تصفية للحسابات التي انتهت بالعنف والتهجير مما يمكننا إن ننشر ثقافة التسامح ثم نستثمر فيها لقبول اختلاف الآخر، بان نجعل من الحاضر نقطة شروع لتاريخ يوحدنا يكون حاملاً لعراقيتنا إليه لنغلق ملفاته وبالذات المفتوحة والنازقة ثم نصالح أنفسنا وأهلنا ونتحول إلى مصالحة العالم، كل العالم عاملين بإعلان حقوقه للإنسان وسيداو حقوقه لأعلى الموجودات(المرأة) متكاتفين مع طلبة وطالبات الجامعات العراقية الواعدين بغدنا الأفضل. |
---|---|
ISSN: |
1998-0841 |