المستخلص: |
مما تقدم نستخلص بأن كتاب المنتظم لابن الجوزي يعد خير مصدر لمعرفة من قصد بغداد من حملة العلم في القرن السادس الهجري الذي تميز بانتقال سياسي كبير من عصر السيطرة السلجوقية إلى عصر الاستقلال والتحرر العربي، وقد كشف ابن الجوزي من خلال هذه الرحلات جانب مهماً من الملامح الفكرية والثقافية التي كان عليها هذا العصر، وهي أهمية الرحلة في تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، ولقاء الحفاظ والاستفادة منهم فقد أورد المرات التي تكرر فيها الرحلات العلمية لبعض مترجميه حتى كانت ينعت بعضهم بالرحال، وإشارته إلى عدم إكمال بعضهم لرحلته لسبب ما، والبلد الذي رحل إليه المترجم له ونوع العلم الذي تلقاه في رحلته، فضلاً عن ذلك أظهر مكانة بغداد في ذلك العصر من كونها مركزاً لاستقطاب عدد كبير من طلاب الرحلات العلمي الذين نهلوا من علومها وعلمائها وأشار إلى استيطان بعظمهم في بغداد من أجل الحصول على العلوم المتنوعة، وكذلك تعرض إلى الأحوال المادية للرحالين، لذا يعد الكتاب مصدر جيداً لمعرفة أمثال هؤلاء ويكسبه ارحجيه خاصة على غيره ممن صنف في هذا الاتجاه.
|