ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التنمية في القرآن الكريم

المصدر: مجلة كلية التربية للبنات للعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة الكوفة - كلية التربية للبنات
المؤلف الرئيسي: شبع، محمد جواد عباس (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Shebaa, Mohammed Jawad Abbas
المجلد/العدد: مج 4, ع 6,7
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2010
الشهر: حزيران / كانون الأول
الصفحات: 263 - 273
DOI: 10.36327/0829-004-006.007-009
ISSN: 1993-5242
رقم MD: 193213
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

100

حفظ في:
المستخلص: لا شكَّ أنَّ القرآن الكريم كتاب «حياة»، وليس من طبيعة الحياة التجزؤ ولا الانحياز، فالحديث عن التنمية حديث عن جوانب “الحياة”، وإنَّ شمولية التنمية وتكاملها هي أبرز سمة من سمات التنمية في القرآن الكريم، والقرآن في عرضه لمختلف مجالات التنمية وأنواعها دقيق كلَّ الدقَّة، واضح غاية الوضوح، وكلمَّا غاص باحث في آية من آيات التنمية في القرآن، إلا وبهرته هذه الدقة وذلك الوضوح، من سمات منهج القرآَّن في معالجته لموضوع التنمية. ويعد مفهوم التنمية في القرآن الكريم مفهوما شاملاً متكاملاً يهدف إلى تحسين حياة الإنسان من مًختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية وفق شرائع الله المقررة، ويحرص على التنمية الشاملة للإنسان من الزوايا المادية والروحية والخلقية كافة. فالإنسان ليس مادة فقط كي تنحصر التنمية في مجال التنمية الاقتصادية (رغم أهميتها)، وإنما الإنسان مادة وروح وعقل وقلب وجسم، يعيش في هذه الحياة الدنيا، وله حاجات يجب العمل على تلبيتها، إلا أن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة الدنيا، فلا بد للإنسان من الانضباط في عمله الدنيوي بما لا يتعارض مع حياته الآخروية. من خلال هذا التصور يبرز القرآن مفاهيمه للتفوق والتقدم في المجتمع لتنسجم مع عقائده وأسسه الإيمانية والأخلاقية، وهذا بحد ذاته يعتبر من أهم دوافع التنمية لان الإنسان يعمل وفق معتقداته وإيمانه، ولا يتعارض معها، إذ أن أي خطة تنمية منقولة من مجتمع مختلف في المعتقدات والتصورات لابد أن تلاقي صعوبات عدة في التطبيق. تكون التنمية موصولة بالآخرة وبالأهداف الكريمة للحياة التي تجد ثوابها في الآخرة. أما المجتمعات المادية فمحرومة من هذه العقيدة ومحكومة لقيمتها المادية الدنيوية فالمسلم الحق هو الذي يسعى للتنمية الشاملة ويتحمل في سبيل ذلك التعب والضنك، لان هذا جزء من مهمته التي استخلفه الله لتحقيقها. فالدنيا مزرعة الآخرة، ولا يتم الدين إلا بالدنيا، لذا أمر الله سبحانه وتعالى بالربط بين الدنيا والآخرة في أعمالنا، فنحن نعمل في دنيانا وفق أمر ربنا، ولكن هدفنا الأعلى والأسمى هو إرضاء الله، قال تعالى: (وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ ولا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إلَيْكَ)57. يمكننا القول على ضوء ما تقدم أن القرآن الكريم حدّد معالم التنمية بشكلها المتكامل ومن نواحيها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية في إطار التنمية المتكاملة والمتوازنة للإنسان الذي تتم التنمية به وله ومن اجل تحقيق سعادته وكرامته ورفاهيته في الدنيا والآخرة. وهذا الموقف مبني على التصور القرآني للكون والحياة والإنسان الذي هو غاية جميع ما في الطبيعة، وكلّ ما في الطبيعة وجد لخدمته، كما في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ البَحْرَ لِتَجْرِيَ الفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ ولِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)58، وقوله تعالىً: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وإلَيْهِ النُّشُورُ)59. وًأنزل القرآْن من أجل الإنسان أيْضاً كما قال تعالى: (وأَنزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)60. لذلكَ فإنّ هدف التنمية هو الإنسان، ولذا تكون العملية التنموية وسيلة غايتها تحقيق سعادة الإنسان المادية والمعنوية، فالإنسان هو محور التنمية في القرآن الكريم وهدفها الوحيد. \

ISSN: 1993-5242

عناصر مشابهة