المستخلص: |
أن الكنيسة وفي مقدمتها الكاثوليكية، كانت تعمل جاهدة في مرحلة مفاوضات السلام، وتعد العدة لما بعده بمنهجية كهنوتية مدروسة وفي ذاكرتها تطبيق الشريعة الإسلامية للمرة الأولى عام 1883م التي أودت بها إلى المنفي، ولذلك أصبحت مسألة السلام في نظرها ترتبط بالعدالة، وهذه تقع في دائرة نظرية (إعادة الحقوق التاريخية للنصارى) المتمثلة في المنظور الكنسي إقامة مملكة الرب في السودان أو بالتحديد إقامة مملكة المغرب الثانية، وهذا ما توضحه لنا المؤتمرات المحلية والإقليمية والمسكونية المتعددة والزيارات المعلنة (15) والخفية لقمة الجهاز الكنسي للسودان. إن ذاكرة التاريخ الكنسي توضح لنا بعض التفاصيل المملة عن كيفية تحول الإمبراطورية الرومانية القديمة الموغلة في وثنيتها وغيرها-بجلالة عظمة ملوكها وجيوشها وإمكاناتها – إلى مملكة الرب وورث الكهنة قصور الأباطرة وأقطاعياتهم ومعابدهم وحتى تيجانهم المرصعة باللؤلؤ والجواهر.
|