ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الصراع الحضاري من منظور مالك بن نبي و إدوارد سعيد

المصدر: بونة للبحوث والدراسات
الناشر: مؤسسة بونة للبحوث والدراسات
المؤلف الرئيسي: الوارتي، لطيفة (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 4,5
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2006
الشهر: يونيو
الصفحات: 73 - 90
ISSN: 1112-4741
رقم MD: 199121
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase+
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

27

حفظ في:
المستخلص: وأخيرا فقد أثبت الحضارة الإسلامية عبر عصورها المتتالية وخلال دورتها المتعاقبة أنها حضارة متجددة، تساير المتغيرات وتتكيف مع التطورات وتنفتح على الحضارات الإنسانية جميعا، وقد عرف المسلمون بناة الحضارة الإسلامية فكرة التقدم، التي هي محتوى التجدد المستمر والتجدد المتواصل، وأسهموا في تأصيلها وعملوا على تجسيدها في حياتهم العملية. ولما دخل العالم الإسلامي في طور التراجع الحضاري، ونكس المسلمون عن العمل بفكرة التقدم، التي هي من صميم المبادئ الإسلامية، انعكس هذا الوضع على الحضارة الإسلامية فتقلصت ظلالها وضعفت آثارها، ولكنها احتفظت بعناصرها ولم تنل تقلبات الدهر من خصائصها بحيث كان وضع الحضارة الإسلامية انعكاسا لأوضاع المسلمين في العالم، على اعتبار أن الأمة الإسلامية هي صانعة الحضارة الإسلامية وحاضنتها، فإن تراجعت الأمة عن خط التقدم وضعف شأنها كان التراجع والضعف مصير حضارته. ومهما قيل ويقال عن تدهور الحضارة الإسلامية وسهو صانعيها وإغراقهم في سباتهم العميق فإننا نؤكد أن الحضارة الإسلامية هي حضارة الغد يقينا نستمده من قدرة الله تعالى وعظمته وهيمنته على الإنسان والحياة والكون، ومن وعد الله لعباده المؤمنين لأن الأمة الإسلامية لن تبقى رهينة وضعها الحالي، ولن يدوم هذا الوضع طويلا، لأن دوامه واستمراره في خط التراجع يتعارضان وطبائع الأشياء، وسنن الحياة البشرية. ولكن على المسلمين أن يتضامنوا تضامنا قويا متماسكا، وأن تتضافر جهودهم ليجددوا بناء حضارتهم حتى تكون ملاذا للإنسانية جمعاء تظللهم بقيمها السمحة وتعاليمها الفاضلة. إن عودة الحضارة الإسلامية إلى استئناف دورها في إغناء الحضارة المعاصرة ضرورة إنسانية وفريضة دينية ورسالة حضارية ومسؤولية الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها. وأتساءل كما تساءل قبلي يوما أبو الحسن الندوي: ألم يان لهذه الأمة أن تستيقظ من سباتها العميق؟ إلى متى أيها المسلمون تصرفون قواكم الجبابرة التي فتحتم بها العالم القديم في ميادين ضيقة محدودة؟ إلى متى ينحصر هذا السيل العرم الذي جرف بالأمس بالمدنيات والحكومات في حدود هذا الوادي الضيق تصطرع أمواجه ويلتهم بعضها بعضا؟ إليكم هذا العالم الإنساني الفسيح الذي اختاركم الله لقيادته واجتباكم لهدايته، وكانت البعثة المحمدية فاتحة هذا العهد الجديد في تاريخ أمتكم وفي تاريخ العالم جميعا وفي مصيركم ومصير العالم جميعا فاحتضنوا هذه الحضارة الإسلامية من جديد وتعاونوا في سبيلها وجاهدوا فيها فأنتم خير أمة أخرجت للناس فجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين.

ISSN: 1112-4741