ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







سؤال النص و اشكالية تقاطع النزوع الانساني مع المرجعيات الجمعية داخل نص لامية العرب

المصدر: بونة للبحوث والدراسات
الناشر: مؤسسة بونة للبحوث والدراسات
المؤلف الرئيسي: يوسف، عبدالفتاح أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 11,12
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 15 - 86
ISSN: 1112-4741
رقم MD: 199370
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

69

حفظ في:
المستخلص: إذا كان السؤال معلقا دائمًا بجوابه، فإن مهمة الجواب هي إعطاء معنى للسؤال؛ لأن السؤال يبحث دائمًا في المعرفة، ويخترق المجهول، ويحفر في المسكوت عنه، والإشكالية المعرفية التي يثيرها سؤال هذا البحث، هي مناقشة حضور النزعة الإنسانية في النص الشعري، والكشف عن الجدل المعرفي بين البنية الذهنية للمبدع، والمرجعيات الجمعية، داخل نص لامية العرب، من خلال تفكيك العلاقة بين البنية الذهنية والبنية النصية على نحو يتيح لنا إمكانيات جديدة للفكر تؤهلنا لمراجعة السائد والمألوف، ومن ثم التمييز بين الشعر كظاهرة ثقافية، والشعر كظاهرة نصية، أي بين التقنين الثقافي الذي لا يقبل المساءلة، والنظام النصي الذي يخضع لعمليات المراجعة والتحليل، وبناء على ذلك يمكننا التعامل مع النصوص بتقاليدها، وعقل المبدع بمعرفته، ليس على سبيل النفي والنقض، وإنما من خلال ممارسات الإحالة والتحويل، أو التواصل والتقاطع. يسعى هذا الطرح النقدي إلى مساءلة أنشطة الخطاب الشعري، وإجراءاته الخفية في استقبال عناصر المخيال الجمعي، وإعادة صياغتها وتفكيكها على النحو الذي ترومه البنية الذهنية للمبدع، بهدف الكشف عن دور البنية الذهنية للمبدع في إحداث تغيرات نوعية في الموضوعات التقليدية، ومن ثم يمكننا تفسير التحولات والتغيرات التي تطرأ على البني التقليدية في الشعر العربي القديم، وكذا تفسير مفاهيم النص تفسيرا سيميائيا. ويطمح البحث الراهن إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية: • لماذا ظهر هذا النمط النوعي من النصوص على الرغم من سيادة الأنماط التقليدية الأخرى؟ • إلى أي حد يمكن أن يعي النوع الشعري الخاص إشكاليات المخيال الجمعي؟ وكيف يمكن لهذا الوعي الإسهام في قراءة الإيديولوجيات الظلامية؟ • إلى أي حد يمكن للسيميائية أن تكشف عن طبيعة الحوار بين البنية الذهنية، والمرجعيات الجمعية داخل الخطابات؟ • هل الخروج على نظام المجتمع يتطلب بالضرورة خروجا على نظام الشعر؟َ! ما الفرق بين بنية الخطاب في لامية العرب والخطابات الأخرى، وهل هذه البنية مؤهلة لتحقيق أهداف فكرية/ جمالية خاصة؟ إن التقدم الواضح في تحليل الخطاب التراثي بمناهج نقدية مختلفة وحديثة في النقد العربي المعاصر، لم يمتد بعد إلى خطاب الصعاليك، فبقى هذا الخطاب أسيرا في حيز الدراسات/ التفسيرات الكلاسيكية المكرورة، وتجلت هذه التفسيرات في شروحات إيديولوجية ولغوية، اهتمت بفكرة الصعلكة كموضوع اجتماعي أكثر من اهتمامها بالنصوص. فلم يتعد أصحاب هذه الدراسات حيز الكشف عن موضوعات الشعر عند الصعاليك، مثل القضايا الاجتماعية، والأخلاقية، والتمرد.. وغيرها من القضايا الشكلية العامة التي تطرحها طبيعة المناهج التقليدية في تناولها للموضوعات. أما المناهج النقدية الحديثة، ونظريات تحليل الخطاب لاسيما في مجال اللسانيات، فبوسعها شرح البنى النصية ومظاهرها الخطابية وتفسيرها، والبحث في كيفية تشكل المعنى، ومن ثم، فإن سؤالنا في هذه الدراسة سيتحول من السؤال عن السبب الضروري لوجود هذه الأنماط الشعرية، إلى وصف وجود هذه الأنماط وآلية اشتغالها. إنه سؤال يبارح وظائفه الكلاسيكية بالانتقال معرفيا من صنميات الأدلجة والتنميط، إلى فيض المعلومات والبحث في طبيعة العلاقات بين الموجود والوجود، ولقد تبين لي أن خطاب الصعاليك ليس طفرة في الشعر ظهرت في فراغ، أو أنه نتاج تمرد على الجماعة نتيجة الطرد والإقصاء، كما فسرها التقليديون وبعض المحدثين، بل إن هذا الحطاب هو قراءة تأويلية لعلاقة الإنسان بنفسه عندما ينشغل بها، وينعزل عن الجماعة، وإذا كان الخطاب الشعري الجاهلي هو خطاب إضفاء المشروعية على النظام القبلي، بتحويل التقاليد القبلية إلى تعاليم صارمة، فإن خطاب الصعاليك هو خطاب إضفاء النزعة الإنسانية على الشعر العربي، من خلال تفكيك التقاليد القبلية وكشف عيوبها النسقية، والبحث في القيم العربية الجميلة لتأسيس فكر إنساني يسمو بالإنسان، ولا يتحدد الخطاب المختلف/ لامية العرب إلا بنقيضه، وهو الخطاب التقليدي السائد آنذاك، فإذا كان الإنسان يجد نفسه في الخطاب الشعري التقليدي بالانخراط داخلا لجماعة دون مساءلة، والتسليم بكل قيم التقاليد القبلية، فإن الخطاب في لامية العرب، يعد دعوة صريحة للخروج على السائد والمألوف، لأنه يعبر عن استجابة الإنسان لنداء الذات المستقلة التي تمتلك القدرة على المساءلة والملاحظة، فالممارسة الخطابية عند هؤلاء الشعراء؛ هي مراجعة إدراك الإنسان لسلوكياته الإيجابية والسلبية، واختبار هذا الإدراك في القدرة على صنع آفاق استبدالية غير مألوفة، ولو تتبعنا تحليل هذه الظاهرة بأساليب منهجية وموضوعية، لأمكننا الوقوف على طبيعة التحولات التي تعتري النفس البشرية عندما تصطدم بالإيديولوجيات الظلامية، ومن ثم الوقوف على طبيعة تحولات البنية النصية، وعلاقتها بالبنية الذهنية الخاصة بالمبدع. وقد أثارني الوعي بالمنجز المعرفي للسيميائيات بالتوجه إلى إعادة دراسة هذا النص وتحليله سيميائيا من أجل تشكيل وعي ومعرفة جديدين بالشعر العربي الجاهلي. وسوف تفيد الدراسة بشكل أساس من الطروحات النظرية والتطبيقية في مجال علم السيمياء، لقدرتها على الكشف عن طبيعة العلاقات ونوعيتها بين الكلمات كعلامات، وما تشير إليه من معان خارجية، وكذا قدرتها على تفسير علامات النص في ضوء علاقتها بأهداف النص، وهو ما يميز هذا البحث؛ لأن التفسير على هذا النحو، يضع دائما أبنية النص المختلفة وتقاطعها مع البنية الذهنية للمبدع موضع مساءلة كما سوف نرى. ويتكون البحث من مقدمة وثلاثة محاور وخاتمة. \

ISSN: 1112-4741