ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التفاعل الثقافي بين المشرق والمغرب

المصدر: دراسات اجتماعية
الناشر: مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمية
المؤلف الرئيسي: عبيدي، سعاد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 6
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2010
الشهر: اكتوبر
الصفحات: 65 - 78
ISSN: 2170-0478
رقم MD: 203069
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

86

حفظ في:
المستخلص: لقد تجسد التواصل بين المغرب والمشرق بأكثر من لحظة وفي أكثر من مظهر، وذلك بالرغم من التباعد الذي فرضته حتميات الجغرافيا من جهة وتدخلات الأيادي الأجنبية المتمثلة في الاستعمار من جهة أخرى. فالتفاعل بين جناحي الوطن العربي قائما ومستمرا ومحافظا على طابعه الديني والثقافي، بدليل أن المغرب العربي تجاوب وبقوة مع التيارات المشرقية الداعية إلى إصلاح الدين وتطهيره، ولعل احتضان المغرب للحركة الوهابية واعتماده لطرق تفكيرها وكذلك مساندته لزعماء الإصلاح المشارقة أعظم دليل على ذلك. إن التأكيد على ضرورة التسليم بوجود وحدة تاريخية وثقافية للوطن العربي بأكمله لا يستدعي التسليم أيضا باستحالة الفصل بين المشرق والمغرب. وهذا إذا بحثا في عمق العلاقة التي تربط "الجناحين" سواء تعلق الأمر بمظاهر وحدتهما وتجانسهما من خلال الثوابت الدالة على ذلك أم من خلال العلامات الدالة على خصوصية تطور كل طرف والمؤشرات والمعالم التي أفضت إلى تمييز المغرب عن المشرق، أو العكس. وهو تمييز إن سلمنا بوجوده لا يصل إلى مستوى الانقسام أو القطيعة. وإذا كان هناك من خلاصة ينبغي التركيز عليهما فهي أن الوطن العربي بشقيه المشرق والمغرب موحد في انتمائه الديني والقومي وإن كان المشرق في تجربته التاريخية مختلفا عن المغرب، ولكن من الضروري التأكيد مرة أخرى على أنه اختلاف تكامل لا تضاد وتناقض. لقد جمع الإسلام المغرب بالمشرق وإن كان هذا الأخير مهدا للدعوة الإسلامية ومقرا لحكم دولتها (الخلافة)، فإن ذلك لم يمنع المغرب من بناء صرح دولته ومجتمعه بمعطياته التاريخية والجغرافيا والاجتماعية. هذه الخصوصية بتعبير "الجابري" تلح على ضرورة القيام بدراسات جادة وأبحاث علمية عميقة كفيلة بإبراز وتوضيح العلاقة بين المغرب والمشرق حتى نقف عند نقاط التكامل والتداخل أو القطيعة إن وجدت لنصل في الأخير إلى مقاربة علمية تلبس الخطاب العربي واقعية في النظر إلى قضاياه ومشاكله المستقبلية وحينها فقط يمكن تبني حلول جادة وموضوعية لمشاكلنا.

ISSN: 2170-0478