ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التحرير الصحفي بين لغة الأدب ولغة الاعلام

المصدر: دراسات أدبية
الناشر: مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمية
المؤلف الرئيسي: ساعد، ساعد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 10
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2011
الصفحات: 133 - 148
ISSN: 2170-046X
رقم MD: 203646
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

204

حفظ في:
المستخلص: 1- إن اعتماد الأنواع الصحفية من جانب أن هناك نوعا مختصا في معالجة الأخبار "الخام" أي معالجة البرقيات وما تأتي به وكالة الأنباء، هذا النوع من الناحية العملية بدأ يتجاوزه الواقع. إذ أن نسبة 98% أو أكثر من الأخبار التي تأتي بها الجرائد والمؤسسات الإعلامية بشكل عام هي أخبار لتغطيات صحفية ميدانية قام بها صحفيون، وأصبح اعتماد المؤسسات الإعلامية والجرائد على الخصوص على البرقيات ووكالات الأنباء يعتبر عجزا فيها، سواء في القدرة البشرية على تغطية كامل الأحداث أو عدم مواكبة التطورات، اللهم بعض الأخبار الرسمية التي تعتمد بعض الدول على أولوية تقديمها للوكالة الوطنية الرسمية ومع ذلك لم يصبح لها قيمة أمام تنوع المصادر واختلافها في الوقت الذي أصبحت فيه المعلومة= المال، وفي أي مستوى كان. 2- نجانب الحقيقة لو قلنا إن "الكتابات الخارجية" القادمة من خارج قاعات التحرير على أنها نوع صحفي، فبريد القراء ومنبر الآراء هي كتابات لموطنين وحتى مثقفين وأناس عاديين في الغالب ليس أهل اختصاص. والنوع الصحفي فيما أعتقد له خصائص ومميزات في الأسلوب والتعبير واللغة وفي بنيته من العنوان إلى المقدمة إلى العرض إلى الخاتمة. وإذا كان الإشكال الذي طرح هو عدم التزام أهل أسرة الإعلام بفنيات التحرير الصحفي وحياد البعض عن أهم الأدبيات التحريرية المعروفة لعدم الاختصاص أو جهلا. فكيف تنتظر من أناس عاديين الالتزام بنوع صحفي لم تشر إليه أي دراسة أكاديمية عربية أو غربية اللهم بعض التوجيهات من هيئات التحرير التي تطالب بعدم الطعن في الأشخاص والمؤسسات والكتابة بأسلوب واضح وبلغة سليمة. 3- يدرج البعض من الأكاديميين الروبورتاج الصحفي ضمن الأنواع الإخبارية وهذا الإدراج في اعتقادنا يحمل بعض الصواب وبعض الخطأ. فأما الصواب هو قيام الروبورتاج على الحدث الآني، وتقاطعه مع التقرير الصحفي في بعض الخصائص الفنية كالوصف والسرد. والتركيز على الفاعلين في الحدث بما في ذلك الزمان والمكان، وربما هذا الذي جعل الكثير من وسائل الإعلام خاصة في المغرب العربي (الجزائر- تونس- المغرب) تنظر إلى الروبورتاج وكأنه تقرير ليس إلا. وفي نظرنا أن الربورتاج الصحفي فيه من النوع الإخباري والنوع التعبيري على حد سواء، ولا يمكن إدراجه كلية في الصيغ الإخبارية وذلك للاعتبارات التالية: - لأن الروبورتاج يركز على جمالية اللغة والأسلوب فهو يأخذ جانبا من الكتابة الأدبية. - لأن الروبورتاج يعبر فيه الصحفي عن ذاتيته وميوله وانطباعاته الشخصية، وهو ما يتناقض حول مقولة "الأخبار مقدسة ". - الوقت: يأخذ الربورتاج في كل وسائل الإعلام المختلفة وقتا لإنجازه ففي الجزائر مثلا يأخذ الربورتاج أسبوعا كاملا وقد يزيد عن ذلك حسب موضوعه فأين هنا الآنية والحداثة. - يلاحظ في الربورتاجات التي تبثها وسائل الإعلام الأجنبية والفرنسية والأمريكية على الخصوص ميلها إلى البعد الثقافي، فهي أقرب إلى الفيلم، الأمر الذي يجعل حياتها في البث أطول وهو ما نسميه نحن الربورتاج الموضوعاتي، الذي لا يهم فيه عامل الزمن في البث أو إعادة البث. 4- من جانب آخر يمكن اعتماد المقابلة أو الحوار الصحفي ضمن الأنواع الإخبارية رغم احتوائها على الرأي وإبرازه بشكل مباشر، وذلك لارتباط المقابلة الصحفية بالحدث. وقد وقفت على هذا من خلال تجربتي البسيطة في الصحافة المكتوبة، فقد أجريت حوارا سنة 2000 مع الوزير الأسبق كريم عبادة والذي كان يومها ناطقا رسميا باسم جبهة التحرير الوطني حول "من يقتل من؟" والذي كان حديث العام والخاص في وسائل الإعلام الغربية والفرنسية بالخصوص، فبقدر ما عبر الشخص المحاور عن آرائه بقدر ما كانت المقابلة ارتباطا وثيقا بالحدث، ونفس الأمر تكرر في حوار أجريته مع السيد عبد الله جاب الله المرشح للرئاسيات سنة 1998 فبقدر ما عبر عن برنامجه السياسي بقدر ما كان موضوع الحوار مرتبطا بالانتخابات الرئاسية بالجزائر، وكان هذا التساؤل دائما يراودني كيف يمكن أن نضع المقابلة الصحفية في أنواع الرأي دون أن ننسى طبيعة الموضوع أو النقطة الرئيسة التي لأجلها تم الحوار. وتكون المقابلة الصحفية ترتبط بالرأي بما لا يتقاطع مع الحدث والتطورات الحاصلة، كالحوار الذي أجريته مع سعيد سعدي سنة 1999 حول بعض القضايا الفكرية والسياسية والأحداث السابقة. ولا بد في هذا السياق أن نشير إلى نقطة مهمة في إجراء الحوارات والمقابلات الصحفية عموما. ففي كثير من المرات يلاحظ القارئ والمختص على حد سواء مقدمة من الصحفي تسبق نص المقابلة. يعبر فيه الصحفي عن أجواء المقابلة... وهناك من يشكر ويمدح الشخصية المحاورة وهو ما يعتبر توجيها من الصحفي نفسه، بل هناك من يستعمل تعابير أسلوبية رنانة. وهذا في نظرنا بعيد عن العلمية والحيادية، اللهم إذا كانت المؤسسات الإعلامية حزبية تستوجب استعمال أساليب الميل والتوجيه والتشويق لإغراء القارئ للمتابعة. 5- يصبح البورتري بعيدا عن خصائصه الفنية لما يرتبط بالحدث خاصة في الجرائد الخاصة فتعيين رئيس الجمهورية لشخصية ما في رئاسة الوزراء يجعل المؤسسات الإعلامية تختلف في المعالجة الإعلامية، فالجرائد الخاصة أو التي تسمي نفسها مستقلة تميل إلى وضع سيرة ذاتية أو بورتري علمي فيما تتجه المؤسسات الإعلامية الأخرى المحسوبة على الرئيس ورئيس وزرائه إلى البورتري لتقدم هذه الشخصية كأنها نموذج في المجتمع. 6- التعليق الصحفي بقدر ما هو فكري ويرتبط بأنواع الرأي له علاقة وطيدة بالحدث، فهو يمثل رد فعل المؤسسة الإعلامية حول الأحداث وتطوراتها، بل يمثل كذلك موقف الصحفي من بعض الأحداث في غموضها، لذلك يسمي البعض هذا بالتعليق اليومي.

ISSN: 2170-046X