ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المعاني الفصيحة في حديث الدين النصيحة

المصدر: حولية كلية أصول الدين بالقاهرة
الناشر: جامعة الأزهر - كلية أصول الدين
المؤلف الرئيسي: القويفلى، لؤلؤة بنت عبدالكريم بن إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع22
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2005
التاريخ الهجري: 1426
الصفحات: 583 - 652
ISSN: 2682-3071
رقم MD: 205450
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: لو قلب العاقل النظر فيما حوله من العالم، بكل ما فيه من تقنيات ونظم وتطورات بأنواعها، ثم ارجع بصره إلي واقع النفوس، لرجع إليه بصره خاسئا وهو حسير .... لماذا؟ لأنه رمق بعينه البصيرة، فقرر حكمه على المجتمعات سلبا وايجابا من خلال ما شاهده في السلوك العام. فتلك النفوس تغص بالمشكلات التي هي في الأصل تنبع من الأهواء والشهوات والأنانيات والمداهنات والنفاق الإجتماعي إلى جانب فساد الباطن وخبث نوايا البعض منهم-وان كنت تسمع لين ألسنتهم وترى رقة ابتسامتهم-لكن حقيقة أمرهم تقول غير ذلك للمعايير الآنف ذكرها، والتي كانت كفيلة بإيجاد الظلال والغفلة والتقليد الأعمى وغيرها من السفاسف.... فقد ضيعوا الأهداف، وأبعدو عن هموم الأمة الإسلامية، وإهتموا بتوافه الأمور. فيتصور البعض من الناس ممن حفظه الله من الزلل أنه غير مسؤول إلا عن خاصة نفسه، ولا شأن له بإنحراف الآخرين مادام يسير إلى جانب الحق. وما علم أنه لا يتحقق الخير والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، الذي هو مقصد كل إنسان، إلا بالنقد الموجه والنصح الهادف، الموافقين لمراد الله ورسوله. فهما -بأمر الله تعالى-يكفلان حراسة الدين والمجتمع، ويحتمان على الأمة ان تستيقظ من سباتها لتذود عن أهدافها وتصون مثلها العليا وتقف بالمرصاد لكل من يحاول ان يعتدي على دينها، أو يغتال حقوقها الإنسانية. وتنقسم النصيحة إلى قسمين: القسم الأول: نصح الإنسان لنفسه، إذا أذعن للبارئ عز وجل بتوحيده، وإستشعر عظمته، وتفكر في ملكوته، وإتبع أوامره عقيدة وشريعة ودستور حياة، المدونة بين دفتي المصحف قولا وعملا. وصدق بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم، واقتفى أثره في القول والفعل، في نصحه وتوجيهه. القسم الثاني: نصح وتوجيه الإخرين بكل فئاتهم ومستوياتهم، بكيفيات خاصة تناسب كل فئة ومستوى. عندها تقعد القواعد، وترسخ الأسس، ويكتمل البنيان، وينتظم العقد، ويثبت الجنان ويصلح الشأن. وهذا ما يبتغيه كل إنسان، وتحتاج إليه كل الأوطان علي مر الأزمان مما يزيد قوة بناء الأمة وتماسكها ورقيها وتقدمها وتلاحها، لتحقق اهدافها المنشودة، وتوازن بين إهتماماتها وهموم امتها. ففي النصيحة الخالصة الصادقة، يصلح أمر الأمة الإسلامية، وترقى في جميع شؤونها، على أن تكون بإداب وسمات تجعل الحق الآتي من الناصح مقبولا بين الناس. لأنه ينطلق من قلب صادق محب مشفق خالص لوجه الله تعالى، وقد قال من أوتي جوامع الكلم وصاحب المعاني الفصيحة " الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" فليعلم الجميع أنها لبنة من لبنات حصن المجتمع المسلم المنيع، الذي تجتمع قلوب بنيه -أئمة وعامة-عليه. ولرعاية الصالح العام الخاضع لرضا الله جل وعلا. لا لرضا الأهواء والشهوات والأنفس الأمارة بالسوء. والحمد لله رب العالمين.

ISSN: 2682-3071

عناصر مشابهة