ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







شرف الدين النشو والسلطان الناصر محمد بن قلاوون : تآلف ثم انتقام

المصدر: حولية سيمنار التاريخ الإسلامي والوسيط
الناشر: الجمعية المصرية للدراسات التاريخية
المؤلف الرئيسي: السلاوي، سماح عبدالمنعم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 2
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2012
الصفحات: 93 - 124
رقم MD: 208018
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

154

حفظ في:
المستخلص: في هذا البحث أقدم دراسة لشخصية مصرية في العصر المملوكي أثرت في حياة المصريين، ورغم أننا لا نعلم كثيرا عن مولده ونشأته، إلا أن فترة شبابه مثيرة للعجب؛ فقد ذكرت المصادر المعاصرة انه كان نصرانيا ثم أعتنق الإسلام ولكنه دفن في مدافن اليهود؛ بالإضافة إلى فترة عمله موظفا في البلاط المملوكي لمدة سبع سنوات تقريبا؛ حيث كان ناظر الخاص السلطاني، وكذلك سلوك عائلته وكان يتحايل بها على الحكام والتي أودت بحياته في النهاية. وترجع أهمية هذه الدراسة إلى الفترة التي تتناولها والتي تصل وإلى سبع سنوات؛ ولكنها مليئة بالأحداث؛ بالإضافة إلى ان شرف الدين النشو لم يكن أميرا أو بطلا أو ملكا؛ ولكنه كان شخصا عاديا استطاع بدهائه ومكره أن يسطر سيرته في التاريخ ويسجل اسمه في صفحات الكتب التاريخية المعاصرة؛ فقد كان أحد الموظفين؛ وكان داهية في العصر المملوكي؛ تلك الشخصية التي تدعو للاستغراب والدهشة في صعودها وهبوطها، حيث تميز النشو بقدر عال من الذكاء والفطنة؛ واستخدم ذلك لمصلحته الخاصة؛ وفى تدبير المؤامرات؛ والتحالفات للوصول إلى أهدافه، واستطاع خلال فترة قصيرة أن يصل إلى مكانة مرموقة في بلاط السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وأصبح الساعد الأيمن له؛ فكان لا يصدر قرارا بدون مشورته ، كما كان يستمع له في أمور كثيرة في شئون الدولة مما جعله يتعالى ويتكبر على أكابر أمراء المماليك ، ونظرا لاهتمام السلطان به فلم يكن النشو يهتم بما يقوله أو يفعله الأمراء، بالإضافة إلى أن الظروف في كثير من الأحيان كانت تسانده وتقوى مركزه في الدولة حتى صار له الحال والعقد، كما أعطاه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صلاحيات واسعة وامتيازات عديدة. تلك الشخصية وجدت طريقة ما لتتألف مع السلطان الناصر محمد الذى كان شغوفا بالمال والثروة، فوجد مبتغاه في النشو الذى كان يسعي جاهدا للقيام بكل ما هو مشروع وغير مشروع لكسب ود السلطان، فقام بالتحايل على القوانين، واستغل عددا من الموظفين والفقهاء لتحقيق ما يريده، كما اعتمد على إخوته واقاربه وبعض أصحاب النفوس الضعيفة ورفقاء السوء، واستحدث انواعا من العقوبات للتخلص من بعض الشخصيات وتعذيبهم إما للحصول على اعتراف بجريمتهم، أو لاستخلاص الأموال منهم ظلما وعدوانا، ولم يجرؤ أحد من الأمراء الكبار أن يتحدث عنه بسوء في مجلس السلطان، حيث كان السلطان يحترمه ويقدره ويرى أنه صديق وفى وموظف مخلص يحافظ على أمواله وممتلكاته ويحميه من خيانة وغدر بعض الأمراء وأرباب الاقلام، كما سمح له الناصر بتتبع بعض الشخصيات والعائلات الكبيرة في الدولة؛ مما دفع النشو إلى الاستمرار في تعسفه وظلمه وجبروته، فاستخدم الجواسيس وشهود الزور وملأ خزانة السلطان بالمال وأشبع شهوته. ولكن في النهاية وقع فريسة سهلة، فأمر السلطان بالقبض عليه وعلى إخوته ومعاقبتهم جميعا ومصادره أموالهم وممتلكاتهم؛ وذلك نتيجة لكثرة الشكاوى ضده من الأمراء والناس، فشعر السلطان أن النشو أصبح ورقة خاسرة ولم يعد قادرا على سد مطالبه واحتياجاته فتخلص منه كما كان يفعل النشو مع معاونيه ومساعديه عندما ينقلب على احدهم، ومات النشو تحت للعقوبة والتعذيب وضاع ما جمعه ولكن لم تضع سيرته وقمة بزوغ نجمه ثم أفوله، فمازالت حياته في كتب التاريخ تعبر عن المقولة الشائعة "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع".