المصدر: | الموسم الثقافي التاسع والعشرون لمجمع اللغة العربية الأردني |
---|---|
الناشر: | مجمع اللغة العربية الأردني |
المؤلف الرئيسي: | المعوش، سالم (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الأردن |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
مكان انعقاد المؤتمر: | عمان |
رقم المؤتمر: | 29 |
الهيئة المسؤولة: | مجمع اللغة العربية الأردني |
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | ذو الحجة / تشرين الثاني |
الصفحات: | 319 - 430 |
رقم MD: | 208990 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
عندما تنبت للغة أجنحة يصبح الخوف عليها ضرورياً لئلا تغادر أرضها وشعبها ... وعندما يصنع الأنداد لها قفصاً لسجنها يصبح التغريد بها مأساوياً ... فكيف بها إذا كان السجّان وصانع القفص من أبنائها؟ ما يجيب عنه هذا البحث جملة من الأسئلة المكثفة حول اللغة العربية في تاريخها ومسيرتها وحياتها الراهنة ومستقبلها الضبابي، في ظل ظروف الابتلاع والإلغاء والتغيب. أسئلة تدور حول واقع الأمة ولغتها من خلال طرح الإشكالية العتيدة "دور اللغة في بناء المجتمع وتطوره". عهدنا أن نقلب المعادلة فنقول : "دور المجتمع في بناء اللغة وتطورها" لكن إشكالية بحثنا هذا تعكس القضية، وتسند إلى اللغة دوراً خطيراً هو بناء المجتمع وتطوره. تمتد هذه الإشكالية إلى التعميم: دور اللغة، أي لغة، في المجتمع، أي مجتمع، كما تمتد إلى لفظة "بناء"، أيضاً أي نوع من البناء؟ وكان لابد من حصر هذه الإشكالية لتجيب عن دور اللغة العربية في بناء المجتمع العربي وتطويره في الزمن الراهن. وهي مهمة يجد الباحث خطورتها في هذا الظرف الدقيق الذي تجتازه الأمة العربية، وفي هذا الواقع المريب الذي يتردّى به المجتمع العربي. لكن "لغة الضاد" تسهل على الباحث الكثير من مشقات هذه المهمة التي وظيفتها الحفر داخل اللغة بتلازمها بالداخل الاجتماعي. تسهل المهنة لقدرتها الكامنة فيها ولغناها وقدسيتها وتسوّرها والمزايا التي تكونها، بحيث تصبح هي والإنسان العربي تؤأمين، بل واحداً، يصنع كل منهما الآخر، ويمضيان في رحلة الحياة متوحدين. هذا ما يكشف عنه البحث في ثناياه ليثبت قابلية اللغة وإمكاناتها على تجديد البناء، لأنها لم تعد لغة بحروف وألفاظ وعبارات، بل أصبحت بشراً يتحركون ساعة يشاؤون. لقد جهد المبحث في حل هذه الإشكالية، فبين الدور التاريخي للغة العربية في بناء المجتمع، حيث وجد أن الأمة العربية واللغة نسيج واحد في بناهما الذهنية والنفسية والمادية، مستعيناً على ذلك بعلم النفس وعلمائه وعلم الاجتماع ومنظريه وعلم اللغة وأبرز روّاده. ولذلك جاء البحث في قسمين رئيسين يتوليان التنقيب عن الدور التاريخي والدور الراهن للغة في بناء المجتمع، وعرض لجملة من المسائل والقضايا، وتوقف عند نقاط ذات صلة ضرورية بالإشكالية، وقدم جملة من الاقتراحات الأيلة إلى الشروع في ورشة بناء المجتمع العربي الحديث، من خلال الاعتماد على اللغة العربية وإمكاناتها في دفع الأبناء إلى تنفيذ سلطاتها التي أكتسابتها عبر القرون. ووجد أن هناك إمكانية كبيرة لإعادة هذا البناء. ذلك أن اللغة العربية لا تزال العنصر الأكثر أهمية الجامع للعرب باستطاعتها أن تقوم بالمهمة إذا ما تم الإلتفات إلى حقيقتها عبر التعريف إليها بجدية، ومن خلال إحياء القاعدة المعرفية والإضافة إليها، والنظر إلى صورة المجتمع وقلق اللغة فيه، والإضاءات الشعبية التي أضافت إلى موجود اللغة الشيء الكثير، وتمسكت بمبدأ المواطنة أولاً، وبالمواطنة اللغوية ثانياً، وكشفت عن المسكوت عنه في دنيا اللغة العربية وممارستها وتفاعل أبنائها أو عدم تفاعلهم بها، وصولاً إلى جملة من الضرورات التي ينبغي ملاءمتها مع الحاضر، لا سيما الوعي، ولجوء اللغة إلى العنف في بعض المواقع. وضرورة تجدد الخطاب المعرفي والتبصر بالإنشاء الجديد وأنواع الكتابة الجديدة والخطر الداهم المتمثل بالرهان على تفتيت المفتت في الأمة. بالإضافة إلى الأسس التي تتنكبها اللغة لبناء المجتمع العربي الجديد وتطوره وسط هذا التفاقم الحاد للأحداث والصراعات المتعددة من أجل البقاء. |
---|