المستخلص: |
يعبر مصطلح العولمة عن تحول عالمي في رؤية كثير من المرتكزات في مجال القيم الأخلاقية، والاقتصاد والسياسة والثقافة التي كانت سائدة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية بين البشر. ويشير المفهوم إلى رؤية جديدة حول الهوية؛ هوية المجموعة وهوية الجماعة والهوية القومية، وحول شخصية المجتمع وشخصية الدولة على المستويات الوطنية والقومية بالنسبة إلى المجتمعات التي تعاني ضعفا أو تعيش مغلوبة على أمرها في مجال المنافسة على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعلمية والثقافية. ويتناول الباحث في هذه الدراسة تأثير العولمة على الشباب باعتبارهم شريحة عمرية نشطة، ذات مستويات تعليم متميزة (عن ذويهم) حيث حالف كثير منهم الحظ في دخول التعليم العام والعالم خلال العقود الأخيرة. وهم كذلك ذوو طموحات عالية قادرة على التفاعل مع برامج العولمة بآلياتها الحديثة ومعطياتها ومؤثراتها، في الوقت الذي يعانون فيه ظروفا اجتماعية واقتصادية محبطة في مجتمعاتهم العربية والإسلامية؛ مما ساعد على بروز الاتجاهات الراديكالية والقلاقل السياسية التي يكون الشباب محركها ووقودها، وذلك من خلال العناصر التالية: مفهوم العولمة ومظاهرها وأسبابها ومجالاتها ومفهوم الراديكالية، والإسلام والعولمة، وماذا يمكن أن تفعل العولمة بالشباب من خلال بحث علاقة العولمة بالقيم والهوية والأخلاق، والتضمينات الاجتماعية والتربوية لهذه الدراسة. ومن اهم استخلاصات الدراسة أن العولمة- بما تحمله من ثقافة وسرعة اتصال ونقل وتوفير معلومات حول القضايا الخلافية وطرح الخروج على المألوف من أساليب الحياة التقليدية على مختلف الأصعدة، وفي مختلف المجالات- قد ساعدت على انتشار الجماعات الراديكالية والثورية على النظم التقليدية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حتى باتت تؤرق النظم السياسية والاجتماعية والتقليدية التي كانت تعتقد أن دولها بمعزل عن الأزمات والاحتكاك بالتيارات الثورية والناقدة لها ما دامت قادرة على رقابة حدودها وإعلامها وشعوبها، إلا أن مضمون العولمة وتأثيرها قد جاوز الحدود السياسية التقليدية للدول، وتخطى أساليب الرقابة على الفكر والثقافة التي كانت سائدة فيما مضى، وأصبحت المجتمعات البشرية مفتوحة على الفكر العالمي؛ حتى بات لزاما على الدول المتأثرة سلبا بالعولمة أن تتفاعل مع الظروف المستجدة بأساليب غير تقليدية، قد لا تتمكن معها من الحفاظ على سلطانها القديم ومكاسبها على حساب الشعوب البائسة الثائرة.
The term globalization - widely researched and used all along more than one decade - expresses a global change in the vision of world economics, politics and ethics on national and trans-national borders. The term is also related to identity, collective or national or even societal in terms of a conflict between the weaker and the stronger nations economically, politically, technologically and informatically. For the weaker ones, globalisation is thought to be a monstre, a supranational, supernatural phenomenon, thought to perilous to youth, prime amongst whom are Muslim and Arab youth who fear it. This study, therefore, seeks to investigate globalization in terms of what the concept means, its features and causes, trends, and scope and sequence. Further, the study tackles the situation of young people visa avis globalization, and how they are affected by radicalism and globalism against their ideological and Islamic backdrop, their value systems and ethics, and their national belongings. Given this situation, the study tackles how youth have become susceptible to radicalism and fundamentalism, highlighting the political and social underpinnings of radical ideology at socio-politico-economical levels, and at the state and security levels of developing countries. These countries now believe that they are not safe from the bad effects of globalisation, and its perils of radical ideologies that have already affected youth intellectually beyond national borderlines to the detriment of these countries culturally, socially, and intellectually. Implications and recommendations imply that developing nations need to devise new methods to interact positively with the effects of globalisation in order to sustain national identity and protect national resources from being plundered to the advantage of developed countries.
|