ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أدب الطفل ودوره في غرس وتعزيز الانتماء الوطني

المصدر: مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث
الناشر: وكالة الشؤون الثقافية - وزارة الثقافة والإعلام
المؤلف الرئيسي: العبري، فهد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 1
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 3
الهيئة المسؤولة: وكالة الوزارة للشئون الثقافية ، وزارة الثقافة والإعلام
التاريخ الهجري: 1430
الشهر: ذو الحجة / ديسمبر
الصفحات: 199 - 239
رقم MD: 211622
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: وهكذا كما رأينا فإن هناك نقصاً حاداً في القصص التاريخية المقدمة للطفل السعودي حيث لم يهتم كتاب الطفل لاسيما الرعيل الأول من الكتاب بهذا النوع من القصص رغم أهميتها في تنمية الانتماء الوطني لدى الأطفال. فلو أخذنا يعقوب محمد إسحاق كممثل لجيل الرواد في كتابة القصة للأطفال لوجدنا غيابا للقصة التاريخية. حيث لم توجد بين القصص الكثيرة التي استعرضناها سوى قصة تاريخية (وطنية) واحدة وهي قصة ((بطل ومعركة)). التي تحكي قصة موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه في فتح الرياض. أما بقية القصص فقد تناولت موضوع التربية البيئية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة (الانتماء الاجتماعي). ومع أن هذا النوع من الانتماء يصب في النهاية في الانتماء الوطني إلا أنه لا يعد بديلا عنه. فكم من أبناء هذا الوطن تمت تنشئتهم تنشئة اجتماعية صحيحة لنجد عند الكبر ولاءهم لقندهار أو الشيشان أو غيرها من العواصم الإسلامية أكبر بكثير من ولائهم لهذا الوطن، بل إن بعضهم لا يوجد لديه ولاء للمملكة العربية السعودية أبدا إذ يدعو هذا الوطن باسم ((الجزيرة العربية))! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل غياب القصة التاريخية السعودية راجع لعدم معرفة أهمية هذا النوع من القصص؟ أم لكون موضوع الانتماء الوطني لم يكن ملحا على الساحة السعودية قبل هذا الوقت؟ أم لعدم الاعتقاد بقدرة الطفل على تذوق التاريخ؟ أم لعدم الاعتقاد بأهمية الانتماء الوطن للطفل؟ أم لعدم الاعتراف بالهوية الوطنية بالكلية وذوبان هذه الهوية في نظر الكثير في الهوية الإسلامية؟ يبدو أن الكثير من كتاب قصص الأطفال لم يعتقدوا بأهمية موضوع الانتماء الوطني بالنسبة للأطفال. وإلا لطرقوا هذا الموضوع حيث يوجد لدينا الكثير من الكتاب القادرين على مواكبة المستجدات وتقديمها للطفل. لذلك نجد القاص يعقوب في مجموعته الجديدة ((ديننا يأمر بالرحمة وينهى عن الإرهاب)) (تحت الطبع) يتناول ظاهرة الإرهاب وفن التعامل مع الآخرين بمجموعة من القصص التي تستهدف مرحلة المراهقة. ففي قصة ((دين واحد لإله واحد)) يتحدث القاص يعقوب عن الشاب عطية الذي كان يعاني جرحا شديدا من قبل غير المسلمين عندما يسافر للخارج إذ يتهمون المسلمون بكره أتباع الديانات الأخرى. مما يضطر عطية لسؤال أبيه عن هذه التهمة. فيبين له والده أن جميع الأنبياء وأتباعهم مسلمون وأن الإسلام لا يناصب غير المسلمين العداء، بل العكس تماما فالإسلام دين السلام. ومن هنا فاني أدعو المهتمين بأدب الطفل لاسيما كتاب القصص إلى طرق موضوعات جديدة وغير تقليدية تهدف إلى تعزيز الانتماء الوطني لدى الأطفال إذ إن مشروع ترسيخ الهوية الوطنية للطفل السعودي تعد من أهم الضروريات. فالكاتب يؤمن أن أدبا بلا هوية لا يمكن أن نعده أدبا ألبتة حتى لو احتوى هذا الأدب على كل المقومات الفنية والشكلية للأدب. فالأدب بلا هوية كالإنسان بلا هوية لا يستطيع أن يصمد ويستمر أمام صراعات الهوية التي يزخر بها عالمنا اليوم. فنحن بحاجة إلى حملة منظمة من أجل غرس مفهوم الانتماء في نفوس الأطفال عن طريق الأدب. هذه الحملة يجب أن تحرص على وصول وسائط الأدب إلى كافة الأطفال. حيث نعلم أن هناك بعض فئات الأطفال غير قادرة على الوصول للأدب. فمثلا أبناء القرى قد لا يصل إليهم من الكتب سوى الكتاب المدرسي. وأخيرا فإنه لكي ينجح أدب الطفل في غرس الانتماء في نفوس الأطفال لابد أن يكون الطفل راغبا في قراءة هذا الأدب. وهذا يتم عن طريق ترسيخ عادة القراءة في نفوس أطفالنا. حيث تعد مرحلة الطفولة المرحلة الحقيقية لتكوين ميول الإنسان القرائية. ومن المعلوم أن الثورة المعلوماتية وثورة الاتصال قد وفرت الكثير من البدائل التي أصبحت تزاحم القراءة في هذا العصر. كما أسهمت العولمة في التخلي عن الاهتمام بالشأن الثقافي حيث أصبحت الحياة مادية.