المصدر: | المستقبل العربى |
---|---|
الناشر: | مركز دراسات الوحدة العربية |
المؤلف الرئيسي: | ضاهر، مسعود عبدالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 31, ع 354 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | أغسطس |
الصفحات: | 179 - 183 |
ISSN: |
1024-9834 |
رقم MD: | 211988 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن ندوة التعددية الثقافية ساهمت في نشر رهانات اليونسكو حول أهمية شعار التعددية الثقافية الذي بات يزعج قادة عصر العولمة، وتحديدا الأمريكيين. فهو شعار نقيض لمفهوم الثقافة الكونية التي يراد لها محو أو تجاهل الثقافات المحلية تحت ستار ((الثقافة الواحدة في القرية الكونية))، أي الثقافة الغربية الوحيدة الجانب. لكن منظمة اليونسكو ما زالت تصر على أن عصر الهيمنة والاستعمار، بشكليه المباشر أو غير المباشر، لم يحمل إلا المزيد من المآسي للشعوب الفقيرة والضعيفة. وهو يهدد ثقافاتها المحلية بالزوال. واستعاد بعض الباحثين مصطلحا مهما للتعريف بالبرابرة الجدد، أي الأنظمة القوية التي تحاول تدمير ثقافات الشعوب الأخرى وتراثها التقليدي. فبأي حق تصادر حريات الشعوب الفقيرة وتدمر ثقافاتها المحلية؟ علما أن الدول الموقعة على اتفاقيات اليونسكو تعترف صراحة بحق الشعوب في الدفاع عن حرياتها الأساسية، وحماية ثقافاتها التراثية، لأنها مصدر غنى للثقافة الإنسانية. كما أن تنوع الفنون، ومنها الموسيقى، يقدم مكاسب مادية كبيرة. فالموسيقى مصدر غنى ثقافي وروحي ومادي للعاملين فيه، وللشركات الرأسمالية الكبرى التي تجني منه مبالغ مالية هائلة. بعبارة موجزة، حفلت ندوة الرباط لعام 2008 بمقالات ومداخلات كثيرة تذكر بيانات اليونسكو المتكررة، التي تطالب بتوسيع دائرة التنوع الثقافي، وليس محاصرتها، وحماية الثقافات المحلية، وليس تدميرها، والدفاع عن الموروث الثقافي، وليس تجاهله أو تعريضه للإهمال القسري. وبدت المنظمة الدولية شديدة الحرص في الحفاظ على الخصوصية، والتعددية الثقافية، وصيانة العيش المشترك، وتشجيع الأفراد والجماعات على الإبداع الثقافي والفني. فالتنوع الثقافي معطى إنساني لا يمكن تجاوزه أو التخلي عنه. وهو ليس مجرد رهان اقتصادي، بل رهان إنساني بالدرجة الأولى، لأن التنمية البشرية المستدامة تساعد على التنمية الاقتصادية المستدامة، والعكس صحيح. وتلعب التعددية الثقافية دورا أساسيا في بناء عالم جديد يصون السلام العالمي، ويضمن الحريات الأساسية للأفراد والجماعات والشعوب. لكن هناك محاذير كبره من عملية دمج الثقافة بالهوية. فرغم التداخل الواضح بينهما، إلا أن الثقافة، بالمعنى الإنساني الشمولي، تتجاوز كل أشكال الهويات، خاصة القاتلة منها. فليست التعددية الثقافية أداة للتطور فحسب، بل الضامن لبناء الشخصية الإنسانية والتوازن على المستوى الكوني. والتنوع الثقافي قائم على أرض الواقع داخل كل بلد، وبين المدن والأرياف، وبين الجماعات العرقية، والدينية، واللغوية. ولا يمكن أن يتحقق السلام في العالم بمعزل عن منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها الفاعلة، خاصة منظمة اليونسكو على المستوى الثقافي. لذلك حرصت هذه المنظمة الدولية في السنوات العشر الأخيرة على نشر بيانات لا حصر لها، والمشاركة في كثير من المؤتمرات والندوات التي تدعو إلى رفض التوحيد القسري للثقافة، وضرورة حماية التعددية الثقافية وحق الشعوب في الدفاع عن تراثها التقليدي وثقافاتها المحلية. |
---|---|
ISSN: |
1024-9834 |