ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أبعاد الفكر الصهيوني وانعكاساته على الصراع العربي - الإسرائيلي في زمن السلام

المصدر: شؤون اجتماعية
الناشر: جمعية الاجتماعيين في الشارقة
المؤلف الرئيسي: بني ملحم، غازي صالح نهار (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 29, ع 114
محكمة: نعم
الدولة: الإمارات
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: صيف
الصفحات: 135 - 164
DOI: 10.35217/0048-029-114-006
ISSN: 1025-059X
رقم MD: 215785
نوع المحتوى: افتتاحيات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

121

حفظ في:
المستخلص: انطلق موضوع البحث من مسألة اعتبار أن الفكر الصهيوني يقوم على مقومات ومرتكزات لها تأثيراتها السلبية على طبيعة الصراع العربي – الإسرائيلي في زمن الصراع والسلم معا. وعلى هدي تلك الأفكار التي حرص الباحث على التوصل إليها وشرحها في مباحث هذا البحث، ناقش في تلك المباحث الجوانب التي تتعلق بموضوع البحث، فلقد تبين في القسم الأول من هذا البحث المرتكزات الفكرية للفكر الصهيوني وأبعادها المتعددة وبين محاولة الحركة الصهيونية الاستناد عليها وتغذيتها للشرائح اليهودية في المجتمعات الدولية لدفعها للهجرة إلى فلسطين العربية المحتلة. أما القسم الثاني من هذا البحث فإنه تعرض لإيضاح المحددات التي تواجه العرب في تصديهم للغزو الفكري الصهيوني النظري والعملي للأرض العربية. وفي القسم الثالث طرح الباحث رؤية لطبيعة مكونات وأبعاد الفكر الصهيوني على الصراع العربي – الإسرائيلي في زمن السلم. لقد كان هناك إثبات لصحة فرضية هذا البحث التي أوردها الباحث في بداية البحث، حيث وجد الباحث في قراءة المكونات الفكرية للصهيونية، أنها تقوم على أهداف تتمثل بالغزو الفكري الاستعماري الصهيوني للأرض العربية وهي جزء من الأدوات التي استخدمتها الحركة الصهيونية بهدف السيطرة على المجتمع العربي والتي تحاول من خلالها تفتيت واستلاب معالمه الفكرية والثقافية والحضارية. في ضوء ذلك تم التوصل إلى بعض الاستنتاجات من أهمها: أولا: أن المرتكزات الفكرية والأبعاد المتعددة للحركة الصهيونية جاءت مستندة ومستمدة من الفكر الصهيوني الذي بني على الخداع وكبر واستخدام وسائل متعددة منها وسائل العنف والتطرف، وهو استمرارية لسياسات ارتكزت في مفاهيمها على الاعتداء واستلاب حق الغير، واستخدمت الحركة الصهيونية وسائل متعددة لتحقيق أهدافها الاستعمارية المنبثقة عن ثقافة عنصرية. ففي فلسطين العربية مثلا، حقق قادة الفكر الصهيوني إنجازات متعددة مستخدمين – وكما أسلفنا – منطلقات فكرية مستمدة من ثقافة العنف والإرهاب، وقاموا بمذابح دموية منها مذبحة دير ياسين والدوايمة، ومذابح اللد والرملة وكفر قاسم وغيرها. ثانيًا: جاءت سياسة الكيان الصهيوني العملية متطابقة مع الأهداف التي رسمتها الحركة الصهيونية لإنشاء دولة إسرائيل على حساب الأرض العربية الفلسطينية وطرد شعبها العربي الفلسطيني. إن الأهداف الصهيونية لم تطبق كاملة ضمن وتيرة واحدة لأنها خضعت لعوامل متعددة، حيث اتسمت حركتها التطبيقية بالارتفاع تارة والهبوط تارة أخرى مما دفع بها إلى عدم الاستقرار، وأثر ذلك سلبا على المخططات الصهيونية في تطبيقاتها المستقبلية. إن السياسة الصهيونية التطبيقية والوجود الصهيوني في فلسطين قائمان على الدعم الخارجي والمواقف السياسية والعسكرية الأجنبية والأمريكية خاصة. وفي تقدير الباحث إن هذا الأمر لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية. فإذا أدرك العرب – وهو افتراض مبني على الاحتمالات – مكونات وأبعاد الفكر الصهيوني والطرق والوسائل التي استخدمتها الحركة الصهيونية واعتمدت عليها لاحتلال فلسطين، وقامت الدول العربية ببناء استراتيجية عربية موحدة ومستندة على التخطيط الصادق ومبنية على الإرادة العربية المستقلة والوعي الكامل للمسؤولية الجماعية لمجابهة التحدي الصهيوني، فإن ذلك يمكن أن يحد من نشاطات الحركة الصهيونية في المنطقة العربية. وهذا العمل يتطلب أن لا يقف العرب عند حد المطالبة بالتركيز على بيان ومعرفة مرتكزات الفكر الصهيوني فقط، بل عليهم صياغة استراتيجية فكرية ثقافية عربية مستمدة من الحضارة الإسلامية تكون قادرة على إضعاف الفكر الصهيوني المعادي للعرب، ليتمكن العرب من تفكيك بنية الفكر الصهيوني المعادي لهم. وهذا يتطلب من العرب القدرة على بلورة استراتيجية عربية موحدة واقعية قادرة على التعامل مع متطلبات الصراع والسلام مع الدولة الصهيونية. وهذا يتطلب أيضًا من العرب ضرورة البحث عن العوامل التي تعترض طريق إنشاء فكر وثقافة عربية إسلامية متكاملة نظرية وعملية مستمدة من عقيدتهم السماوية تكون قادرة على مجابهة الغزو الصهيوني. وعلى أن يتم تنفيذها ضمن مؤسسات عربية ثقافية يرافقها وجود تنسيق عربي – عربي شامل متكامل في البناء الثقافي والتخطيط للمجابهة والتنفيذ معًا. إن البحث عن بناء فكر وثقافة عربية مقاومة متكاملة مستمدة من الرسالة السماوية تعتبر مطلب شعبيًا ينبثق من المكونات والمقومات الفكرية الثابتة والمعروفة لهذه الأمة. إن هذا المطلب بحاجة لتوفير مناخ فكري ثقافي واجتماعي وسياسي أفضل مما نحن عليه، يساهم في إيجاد الخطط الضرورية اللازمة التي تساعد في وضع سياسات فكرية ثقافية قادرة على التصدي الفاعل للتحديات البنيوية أو القادمة على العرب في القرن الجديد. إن الرؤية الفكرية النظرية والتطبيقية للصراع العربي – الصهيوني في مراحله المتعاقبة تعمق فهم المواطن العربي وتزوده بثقة في قدرته على الوفاء بمتطلبات الانتصار في الصراع والوصول إلى الحق العربي في الأماكن العربية المقدسة وغيرها من الأرض العربية الفلسطينية، وبالمقابل تقود لإفشال الحل العنصري للصراع. وهذه الرؤية المبنية على الرؤية الفكرية الثقافية الحضارية تأتي مستمدة من تاريخ أمتنا المؤمنة برسالتها السماوية الإنسانية معززة بقول الله تعالى: (إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (من سورة محمد الآية 7). صدق الله العظيم.

ISSN: 1025-059X

عناصر مشابهة