ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العملة و التداول النقدي بعدن في عصر الدولة الطاهرية

المصدر: مجلة سبأ
الناشر: جامعة عدن - أقسام التاريخ والآثار
المؤلف الرئيسي: بلعفير، محمد صالح (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 15,16
محكمة: نعم
الدولة: اليمن
التاريخ الميلادي: 2007
التاريخ الهجري: 1428
الشهر: يوليو - جمادى الاخرى
الصفحات: 241 - 273
رقم MD: 223763
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: يعتبر عصر الدولة الطاهرية بكل المقاييس عصر ازدهار حضاري في اليمن، وقد خلف سلاطين هذه الدولة مآثر حضارية جمة لعل أهمها المدرسة العامرية برداع التي أنشأها السلطان عامر بن عبد الوهاب في سنة 910ه/1504م، وتعد أثرا فريدا وآية من آيات الفن المعماري الإسلامي. وفي الحق أن ذلك الازدهار الحضاري لم يأت من فراغ؛ إذ ورث بنو طاهر إرثا حضاريا ضخما في مختلف نواحي الحياة عن أسلافهم سلاطين الدولة الرسولية تردد صداه ليس فقط في الأقطار الإسلامية الأخرى، بل وفي المصنفات التاريخية لا سيما في مؤلفات ابن الديبع الذي يعتبر مؤرخ الدولة الطاهرية. وغني عن القول، أن عدن المدينة الساحلية قد حظيت باهتمام كبير من قبل السلاطين الطاهريين، وبلغت مكانتها عندهم إلى درجة أن السيطرة عليها كان شرطا ضروريا لإثبات الكفاءة على استحقاق السلطنة، وفي هذا دليل كاف على أهميتها السياسية والاقتصادية. وبعبارة أخرى، فمدينة عدن بقدر ما كانت مدينة العلم والسياسة، كانت بالقدر نفسه مدينة التجارة والمال، وساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي في طريق التجارة البحرية الشرقية الذي جعل منها مرسى للسفن القادمة من أقطار الشرق، ومركزا تجاريا عالميا. ولعل مما زاد في الأهمية السياسية والاقتصادية لمدينة عدن احتفاظها بمكانتها كدار ضرب للنقود منذ أيام الدولة الصليحية، وكانت في عصر الدولة الطاهرية إحدى ثلاث دور للضرب تسك فيها الوحدات النقدية الأساسية وقتذاك وهي: الدنانير الذهبية، والدنانير الفضة، والدراهم الفضة، وكذلك الفلوس، بل إن أهميتها في ضرب النقود فاقت داري ضرب زبيد وتعز، ولم يعرف عنها حدوث عمليات غش أو تغير في السكة؛ لأن وضعها كمركز للتجارة نأى بالقائمين عليها عن القيام بأفعال كهذه، وهو أمر إذا ما وقع أو تكرر حدوثه فإنه سيترتب عليه عزوف التجار عن قصدها، وبالتالي التسبب في كسادها التجاري وضياع أهميتها الاقتصادية. وهكذا فقد تحولت مدينة عدن ليس فقط إلى ميناء ومرسى للسفن ومركز تجاري عالمي، بل إلى مدينة للأعمال والمال انتشرت في أسواقها- كما هو الحال اليوم- حوانيت الصرافة التي كان لها، دون شك، الأثر الكبير في انتعاش التجارة وحركة التداول النقدي، فقد عرفت تلك الأسواق المعاملات المالية والتداول النقدي للعملات الوطنية وبخاصة النقود الفضية التي كانت أساس التداول والتي وصفها ابن الديبع بأنها نقد البلد، وكذلك التداول بعملات الأقطار الإسلامية الأخرى كالدينار الذهب الأشرفي المصري الذي ينسب أول ضرب له إلي السلطان المملوكي البرجي سيف الدين برسباي، وراج التداول به في أسواق المدن اليمنية وبخاصة عدن، وتعامل به سلاطين بني طاهر أنفسهم، وأكثروا من التصدق به علي الفقراء والمحتاجين. وفضلا عن ذلك فقد عرفت حوانيت الصرافة بعدن التعامل بنقود المدن الإيطالية ولا شك، وكذلك ممالك الهند والسند وفارس وعمان وهي أقطار ارتبطت مع مدينة عدن بعلاقات تجارية لم تبخل علينا المصادر التاريخية والجغرافية ومن وصفها أو الإشارة إليها.

عناصر مشابهة