المصدر: | مجلة كلية التربية |
---|---|
الناشر: | جامعة بابل - كلية التربية |
المؤلف الرئيسي: | الخفاجي، جعفر (مؤلف) |
المجلد/العدد: | عدد خاص |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | آذار |
الصفحات: | 75 - 85 |
ISSN: |
1992-2876 |
رقم MD: | 226899 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تحكي قصة (حي بن يقظان) سيرة بطل افتراضي القاه القدر وسط عالم افتراضي وكان لزاما على هذا البطل أن يرسم لنفسه سيرة خلاقة ذاتية المصادر والموارد وأن يكون مفطوما وبشكل مطلق عن كل معونة خارجية، حتى وان كانت هذه المعونة سماوية أو رسالية أو اجتماعية أو حتى وراثية. وكل ذلك يحصل لأجل أن يثبت لنا ابن طفيل بأن الإنسان- الفطن الذكي- يمكنه أن يعتمد على نفسه في تربية نفسه وتطوير إمكاناته وتحصيل معارفه إلى حد الوصول إلى أرقى العلوم واسني المعارف، وأعنى المعارف المتعلقة بالحكمة الخالدة أو حكمة الوصول والمشاهدة. ابن طفيل إذن حدثنا عن رجل بلغ من الكمال الروحي أقصى درجاته وربى نفسه أفضل ما يمكن لبشر أن يربي نفسه وكل ذلك حصل بعيدا عن الألفة الاجتماعية دون معلم بشري يمده بالعون اللهم إلا فترة الرضاعة الأولى وهنا لم يستطع ابن طفيل أن يقفز فوق واقع الضعف البشري البالغ فسخر لرعاية بطله عنصر غريب سيكون له دور مهم في مساعدة (البطل الطفل) ولكنه دور بدني مادي لا يطعن في خالصية الاعتماد المطلق على العقل والذات في التربية وفي الوصول إلى الحقيقة المطلقة أي تحصيل المعارف. تبدأ بعد ذلك مرحلة متقدمة من البحث عن الحقيقة وأعي بها مرحلة المقارنة والمقايسة. فالإنسان كون صغير والكون إنسان كبير. وإذا ما أراد الإنسان أن يتسامى على بعض قيود طبائعه ومحيطه فان عليه أن يتشبه بالأفلاك السماوية وبحركتها المتكاملة وبطهارتها المطلقة. وهو لأجل ذلك بحاجة إلى منهج في تربية الذات يبدأ بالسلوك والعزلة ثم عزل الحواس ثم تقنين وتوجيه القوى والدوافع الجسمانية وهو ما يمكن أن نسميه بــــــ (رياضة النفس). فإذا ما تروضت النفس وتحررت جزئيا من تبعيتها للجسد وغرائزه وأهوائه. انفتحت أبواب معارف لم تكن لتحصل عليها قبل ذلك. وهنا تبدأ مرحلة الدخول إلى عالم المشاهدة حيث تشاهد عين الروح مالا عين رأت ولا أذن سمعت وما لم يخطر على قلب بشر. إن أهم ما يعنينا من هذه (السيرة) العلمية والتربوية هو أنها حرصت على تغطية واستيعاب كافة ما توصل إليه العقل البشري في ذلك الزمان من معارف عقلية وعلوم تجريبية ومبادي أخلاقية وأصول تربوية وهو ما يعكس لنا حقيقة ساطعة مفادها أن الحضارة الإسلامية لم تكن متفلقة ولا أحادية الجانب، لا بل إن أهم عامل ساعد في نهوضها وازدهارها هو انفتاحها على غيرها من الحضارات وكذلك حرصها على الجمع والموازنة والتوفيق بين ما هو للجسد أو المادة وبين ما هو للروح بين ما هو للحكمة وبين ما هو للشريعة بين ما هو للنقل وبين ما هو للعقل. |
---|---|
ISSN: |
1992-2876 |