ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







صعود القيادة العربية في إسرائيل وتشرذمها

المصدر: مجلة الدراسات الفلسطينية
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
المؤلف الرئيسي: جمال، أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 67
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2006
الشهر: صيف
الصفحات: 41 - 56
ISSN: 2219-2077
رقم MD: 232999
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

33

حفظ في:
المستخلص: عند تحليل القيادة العربية في إسرائيل، يمكن أن يبدو اللجوء إلى مفاهيم مثل الثقافة السياسية التقليدية في مقابل "الحديثة"، في إشارة إلى نظرية الحداثة، تبسيطيا ومنقسما قسمين. إلا إن الطريقة الأفضل للبحث في التحولات في الثقافة السياسية العربية هي في النظر إليها على أنها اتحاد بين أضداد يعكس التوتر الجدلي بين قيم متنافسة لا تظهر البتة في شكلها الاجتماعي الصرف. وبدلا من الفهم السهل للحداثة بأنها حلول أنماط السلوك الحديثة محل الأنماط التقليدية، يظهر تطور السياسة العربية تفاعلا جدليا بين الأنماط بحيث يتغذى كل منهما من الآخر، الأمر الذي يؤدي إلى تركيب متعدد الأوجه. ولا تتجاهل هذه المعالجة للثقافة السياسية العربية أهمية السياق الذي يتم فيه مثل هذه التغيرات. فآليات العمل السياسية الحديثة تمارس ضغوطا على الهياكل والقيم التقليدية، وخصوصا عندما تفرض هذه الآليات أغلبية مهيمنة تتلاعب، في العادة، بالهياكل الاجتماعية التقليدية للأقلية وتستغل الانقسامات بين الأقلية لخدمة مصالحها الخاصة. ما من شك في أن المجتمع العربي في إسرائيل عامة، وقيادته خاصة، شهدا تغيرا اجتماعيا بعيد الأثر. وفي الوقت نفسه، فإن استمرارية البنى الثقافية التقليدية المفصلة أعلاه، حتى وإن بشكل ملطف، تؤثر بشكل معاكس في فعالية القيادة وقدرتها على العمل معا. وهناك العديد من النتائج المترتبة على استمرارية هذه الظواهر التقليدية. ففيما يتعلق بالوجاهة، على سبيل المثال، نجد أن هيمنة قائد واحد على المؤسسة تؤدي في الغالب إلى إضعاف آليات اتخاذ القرار والتواصل في المؤسسة. وبشكل عام، فإن تدني معدلات تحصيل الضرائب في السلطات المحلية العربية، وتناقص حجم المسيرات والتجمعات (غالبا ما تنظم الأحزاب مسيرات متنافسة وتفرط في إضفاء الأيديولوجية عليها وفقا لتوجهاتها)، والانخفاض العام في أعداد المشاركين في النشاطات التي تدعمها منظمات القطاع المدني، تشكل أعراضا لمشكلات القيادة. إن لاستمرار هذه الظواهر الثلاث نتائج سياسية وبراغماتية أيضا. إذ تبين أي دراسة للنضال من أجل الحقوق العربية في إسرائيل أن معظم قطاعات المجتمع العربي يريد الأشياء نفسها، بما في ذلك المساواة الحقيقية والمشاركة الفعالة في تحديد السياسات واتخاذ القرارات في النظام الإسرائيلي. مع ذلك لم تتمكن الأحزاب العربية. أو لجنة المتابعة، المنظمة الأكثر تمثيلا للسكان العرب، من التغلب على الخلافات الشخصية والأيديولوجية بما يكفي لقيام حوار جاد بشأن القضايا المركزية، مثل التعليم والتخطيط والتنمية والإسكان، أو لإنشاء جبهة مشتركة تستطيع بمفردها تحدي السياسات التمييزية الإسرائيلية في هذه المجالات. فسلسلة الطموحات الشخصية، والشكوك المتبادلة، والتطرف في الأدلجة، تحول دون أن يغير القادة العرب أنفسهم إلى قيادة أقلية وطنية موحدة، وتدل على أن القيادة العربية تقع ضمن نموذج القيادة غير الموحدة وإنما الواسعة التمايز الذي وضعه هيغلي ولنغييل وورد ذكره في بداية هذا المقال. إن التشرذم داخل القيادة يفيد إسرائيل، التي تشكل سياساتها عاملا كبيرا مساهما في إخفاقات القيادة العربية، ويتيح لها أن تزعم أن اللوم بأكمله يقع على العرب أنفسهم. كما أن التشرذم وانعدام الوحدة يؤديان إلى الإحباط والغربة وخيبة الأمل في أوساط الجمهور العربي، فيزيد ذلك في انعدام الثقة والانفصال عن اللعبة السياسية البرلمانية. ويجب التشديد على أن استياء الجمهور العربي من قيادته مختلف جدا عن الغربة التي يعبر عنها الجمهور اليهودي والقيادة الإسرائيلية تجاه القادة العرب. فانتقادات هؤلاء تستند إلى التوقعات السياسية والثقافية التي يتعذر على أي قيادة عربية تلبيتها، والتي تخالف طبيعة ميول المجتمع العربي. فالنخبة السياسية الإسرائيلية تسعى لأن تفرض على القادة القبول غير المشروط بالحدود السياسية المحددة يهوديا. ويؤدي رفض هذا الشرط إلى نزع الشرعية السياسية، وحتى القانونية، عن القيادة العربية، كما تبين في العامين الماضيين. في المقابل، تستند خيبة أمل جانب من السكان العرب إلى الفجوات القائمة بين توقعاتهم وبين عدم نجاح القيادة العربية في التعامل بفعالية مع هذه الأهداف. فالجمهور العربي يجد نفسه مقيدا بين الرغبة في حماية قيادته من المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية وبين حاجته إلى انتقادها على عدم تجاوبها.

ISSN: 2219-2077

عناصر مشابهة