ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الاستعمال المصرفي ومظاهره في التعبير القرآني دراسة المعني المصرفي ومعطياته التفسيرية

المصدر: مجلة مركز دراسات الكوفة
الناشر: جامعة الكوفة - مركز دراسات الكوفة
المؤلف الرئيسي: البديرى، رياض كريم عبدالله (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 13
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2011
التاريخ الهجري: 1432
الصفحات: 237 - 268
ISSN: 1993-7016
رقم MD: 237714
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink, AraBase, EduSearch, HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

52

حفظ في:
المستخلص: يشغل المعنى جزءا كبيرا من مباحث العلوم النظرية كالفلسفة والفقه واللغة والبلاغة والنقد الأدبي وغيرها. ومن هنا يبدو أن لع بعدا تاريخيا في تحديد مفهومه المعرفي بما هو تمثيل لمقاصد الكلام. يتفرع المعنى بحسب العلوم المبحوث فيها عن مقاصد الكلام، فهو في النحو المعنى النحوي، وهو المعنى البلاغي في علم البلاغة، والمعنى الصرفي في علم الصرف، وكل هذه الفروع من المعنى يمكنها بحسب قوة إحكام آلية الوصول إليها أن تعطي فهما واسعا وعميقا للنص القرآني ومن بينها موضوع هذا البحث وما يسعى إليه من توظيف المعنى الصرفي للألفاظ القرآنية في قراءته التفسيرية لموضوعاته المتعددة والمتنوعة. إن القرآن الكريم يستعمل الوزن الصرفي دون غيره مما يشاركه في بابه ولا ريب أن التعبير بالمصدر، مثلا، له دلالة غير تلك التي للفعل فما الحكمة في اختيار بنية المصدر دون أختها التي تشاركها في بناءها الأصلي، وما الحكمة في اختيار المصدر دون الفعل، أو بنية اسم الفاعل، أو صيغة المبالغة؟ فإذا سلمنا أن لكل حرف وجد في القرآن الكريم مساهمة في بناء عباراته وجمله فإنه يمثل بهذا الوجود حكمة ما فما هذه الحكم؟ إن ذلك يكون لحكمة أداء المعنى القرآني الذي يراد الإشارة إليه وهو في الوقت نفسه إشارة إلى اختلاف المعاني تبعا لاختلاف البنية الصرفية بالملازمة ذلك بأن المعنى الصرفي خدم للمعنى القرآني فثمة فرق في استعمال صيغة (فَعلة) مثلا في القرآن الكريم واستعمال أختها (فِعلة) وذلك في قوله تعالى: ﴿وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾، (الدخان 27). وقد استعملها القرآن مرة واحدة لكنه استعمل النعمة أربعا وثلاثين مرة كقوله تعالى:﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾، (إبراهيم 34). فإنه اختيار حكيم لأداء المعنى الدقيق في التعبير عن المرة الواحدة المنقطعة كـ(الضربة والشتمة) عندما يكون موضوع الآية يعبر عن المعنى المنقطع كما في سياق الآية من سورة الدخان ذلك بأن قياس هذا المعنى أن يكون على (فَعلة). وفي التعبير عن الحالة التي يكوم عليها الإنسان من التنعم متعدد الجهات ومما يكون اعتيادا للإنسان كـ(الجلسة والركبة) فكان هذا المعنى يقتضي التعبير على زنة (فَعلة) لتكرر الأنعام منه تعالى. وإذا كانت المادة اللغوية من الإنعام والتنعم قد صيغت بوزنين صرفيين مختلفين فذلك لحكمة يقتضيها أداء المعنى وبدقة متناهية بحسب موضوع الآيتين ويكون المعنى الصرفي وليد تلكم البنية ووزنها مما يعطي قراءة تفسيرية للقرآن الكريم. ومن هنا يستدل البحث على اختلاف المعنى في استعمال مصادر عدة لفعل واحد من قوله تعالى:﴿اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا﴾، (الجن:1). فلم يقل: (عجيباً) في حين جاء في هذه الصيغة في قوله تعالى:﴿بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ﴾، (ق:2) واستعمل في موضع ثالث المصدر (فُعال) قال تعالى: ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾، (ص: 4-5). فلابد أن ينبع هذا التنوع في استعمال المصدر من تنوع المعنى القرآني وبدقة كبيرة تماما كاستعمال كاف الخطاب في آية وعدم استعمالها في الآية نفسها بلفظها وموضوعها من قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ﴾، (الأنعام: 112، 137 على الترتيب). ويشبه هذا التنوع في الخطاب القرآني التعبير عن المعنى الدقيق ذي الموضوع الواحد بنمطين من التركيب وذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾، (البقرة: 48). وقوله تعالى: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ﴾، (البقرة: 123). واستعماله (سُخريا وسِخريا، وضُر وضَر) فذلك مفصل عظيم في دقة اختيار الأبنية الصرفية لدقة المعاني فلا يكفي في تفسيرها القول أن ذلك راجع إلى اختلاف اللهجات التي نزل بها القرآن الكريم. ويشمل ذلك جميع أبنية العربية مما درسه هذا البحث وما ندرسه في بحوث أخرى الباحث في صدد إنجازها إن شاء الله تعالى فأسأله أن يلهمنا الصواب في فهم دقائق الكتاب إنه أهل الخير ويجعله شفيعا يوم المعاد.

ISSN: 1993-7016

عناصر مشابهة