المصدر: | فصول |
---|---|
الناشر: | الهيئة المصرية العامة للكتاب |
المؤلف الرئيسي: | دياب، قايد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 69 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
الشهر: | صيف / خريف |
الصفحات: | 124 - 135 |
ISSN: |
1110-0702 |
رقم MD: | 240315 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
أننا نعتقد أن التكية في الحرافيش ليست ضرورة أنطولوجية أو معرفية، بقدر ما هي في المقام الأول والأخير ضرورة أخلاقية، وقيمة متعالية ينبغي أن يقوم عليها-كالوتد-البناء الاجتماعي ... مثلما يتشيد على أساس منها النظام الميتافيزيقي للكون بأسره، ولذلك فعندما تحل المشكلة الاجتماعية في الحكاية الأخيرة، وتنتهي إلى الأبد جميع الخطايا والحماقات البشرية، وتقبل هذه اللحظة النادرة التي تسفر بنور صاف، ولا يعود ثمة شكوى من عضو أو خاطرة أو زمان أو مكان... ينفتح باب التكية على مصراعيه أمام الكل، وتفصح الأناشيد الغامضة عن أسرارها بألف لسان، وتنحل الثنائية أخيرا، ولا يعود للمسألة الإنسانية، وجه ميتافيزيقي، وآخر اجتماعي. لم يعد هناك فرد ومجموع، أرض وسماء، روح وجسد، غريزة وتصوف، لقد صار الكل واحدا، "صار الكل في الله"، وتحققت وحدة الوجود على نحو نهائي ولا رجعة فيه. وهذه النهاية لم يستسغها د. يحيى الرخاوى، معتقدا أن التكية ما كان ينبغي لها أن تكون لها كل تلك المكانة. والواقع أنني لا أشاطره الرأي، فتلك النهاية هي ما ينشده الكاتب طوال الرواية حلا للمعضلة الإنسانية بجناحيها الميتافيزيقي/الاجتماعي، وإذا كان ذلك يمكن أن يضفي على الحرافيش بعدا تعليميا واضحا – وهذا لا يقلل من شأنها مطلقا – فقناعتي أن أي أدب عظيم أو فن عظيم إنما يتوقف طموحه الأكبر على استقطار بضع جمل مفيدة تهدي الإنسان إلى نفسه... ومن عرف نفسه فقد عرف ربه... ومن عرف ربه اكتمل لديه المعنى وتجلت لديه الرؤية، وكما تقول سيمون دوبوفوار، فإن الرواية الميتافيزيقية إذا ما كتبت بشرف وقرئت بشرف فإنها تأتى بكشف للوجود لا يمكن لأى نمط من التعبير أن يكون معادلا له (14). وأنا أعتقد أن الحرافيش إنما هي إحدى الفتوحات الكبرى في تاريخ الرواية العربية وأنها من أثمن الدرر في التاج المحفوظي-إن لم تكن أثمنها على الاطلاق – ولنتذكر أن نجيب محفوظ قد قال سابقا: إن على الأديب أن يعطينا من خلال مؤلفاته جوابا عن الأسئلة الآتية: ماهي حياتنا؟ وماذا ينبغي أن تكون؟ وماذا ينبغي أن نفعل؟ (15). وأشهد أنه قد قدم لنا الكثير من الإجابات العميقة عن تلك الأسئلة العميقة والله يثيبه عنا أحسن الجزاء وأجمله. |
---|---|
ISSN: |
1110-0702 |