ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







رأس المال الفكري : الخيار الاستراتيجي المستقبلي لمؤسسات التعليم العالي

المصدر: المؤتمر العلمي السنوي العربي الرابع: إدارة المعرفة وإدارة رأس المال الفكري في مؤسسات التعليم العالي في مصر والوطن العربي
الناشر: جامعة المنصورة - كلية التربية النوعية
المؤلف الرئيسي: الزهيري، إبراهيم عباس (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 1
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2012
مكان انعقاد المؤتمر: المنصورة
رقم المؤتمر: 4
الهيئة المسؤولة: كلية التربية النوعية - جامعة المنصورة
الشهر: أبريل
الصفحات: 19 - 45
رقم MD: 259278
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

946

حفظ في:
المستخلص: في ظل ما تشهده الساحة الاقتصادية, من تصاعد المنافسة التي اتسع نطاقها، وشملت العام والخاص, وتعدت الحدود ليصبح التنافس عالمي، والتسابق على مكان الريادة, حيث أن التطور الذي عرفه العالم, لم يعد يعترف إلا بالرائد لا مكانة فيه للتابع, وذلك من خلال تحقيق ميزة تنافسية للمؤسسة, تكسبها مكانة مرموقة, وفي ظل اشتداد المنافسة من الضروري البحث وإيجاد ميزة تنافسية مستمرة نابعة من مصدر داخلي في المؤسسة يكسبها الضبابية وصعوبة التقليد, وهذا المصدر يتمثل في الكفاءات المحورية أو الجوهرية التي تمتلكها، وقد سميت بهذا الاسم باعتبارها اساس الموارد والوظائف بحيث تعتبر المحور المستقطب لباقي الموارد، فبغيابها تغيب أهمية الموارد الأخرى, والكفاءات المحورية تتمثل في المورد البشري اعتباره رأسمال فكري, قادر على التفكير والإبداع, والتحسين والتنسيق بين مختلف الموارد الأخرى من اجل تحقيق اهداف المؤسسة. إن امتلاك رأسمال فكري, بحاجة إلى رعاية واهتمام بتنشيط مختلف عناصره عبر مستويات المؤسسات بعامة والتعليمية بخاصة من خلال الاتصال خاصة غير الرسمي, وانتقال المعلومات من مستوى لآخر, كما أن التحفيز من شأنه الكشف عما يكمنه الفرد بداخله, بالإضافة إلى التدريب الهادف إلى التمكين, وكل هذا يصب في بناء كفاءات محورية ذات قدرة على خنق قيمة للعميل, ومن ثم تحقيق ميزة تنافسية مستمرة, نابعة من داخل المؤسسة, قائمة على الإبداع والابتكار. وبات ما يعرف برأس المال الفكري في عصرنا الراهن يستقطب الاهتمام المتزايد من قبل إدارة الموارد البشرية والقيادات الإستراتيجية لمؤسسات التعليم العالي الطامحة إلى صياغة وتنفيذ خططها الهادفة إلى التطور والنجاح الدائم في عالم تتقاذفه تحديات العولمة وضرورة تحقيق الميزة التنافسية خلال مناخاتها المعقدة ومتغيراتها السريعة التي لا يرقى إلى مواكبتها ولا يتكافأ مع تحدياتها الديناميكية سوى أصحاب العقول المتوقدة من المبدعين والموهوبين والخبراء ذوي التأهيل العلمي العالي. لذلك فإن الحكومات والدول المتقدمة أخذت تتسابق بشكل محموم ومصيري في استثمار المزيد من الأموال والموارد في تنمية ثرواتها البشرية والمعرفية وتعتبر ذلك خيارها الاستثماري الرابح دائما والذي لا يخيب أبداً, حيث إن من ابرز عناصر رأس المال الفكري أنه: 1- جزء من رأس المال البشري 2- ‏مجموعة العاملين التي تمتلك قدرات معرفية وتنظيمية عالية. ‏3- يهدف إلى توليد افكار جديدة. 4- لا يتركز في مستوى منظمي دون غيره. وتنبع أهمية رأس المال الفكري من كونه أكثر الأصول قيمة في القرن الحالي وفي ظل اقتصاد المعرفة, إذ أنه يمثل القوى الفكرية العلمية القادرة على إجراء التعديلات والتكييفات الأساسية على ابرز مفاتيح التطور والتقدم في أعمال المنظمات والمؤسسات. وتعتبر المعرفة هي احدث العوامل الإنتاجية كمورد أساسي لإنشاء الثروة في الاقتصاد ومصدر أساسي للميزة التنافسية في الإدارة. فالاقتصاد التقليدي قام على افتراضات الأرض والعمل ورأس المال كعوامل تنشئ الثروة, اما اقتصاد المعرفة فهو الاقتصاد الجديد الذي تولد منذ تسعينات القرن الماضي, واخذ يتنامى دراماتيكيا وبشكل نوعي خلال مطلع القرن الحالي, وفرض شروطه ومتطلباته وثقافته وهيكلته على كل النواحي الاقتصادية, والاجتماعية, والسياسية, والثقافية. ولما كان رأس المال الفكري يعتبر في الاقتصاد الجديد الأكثر أهمية من رأس المال المادي، وخلافا للماديات التي تخضع لتناقص العوائد, فان المعرفة ذات رافعة استثنائية تعمل على تزايد العوائد لذا فهي مورد لا نهائي. كما أنه من ابرز مؤشرات اقتصاد المعرفة أن صناعات التكنولوجيا العالية وتكنولوجيا المعلومات هي المحرك للنمو, إضافة إلى تزايد الطلب على ذوي المهارات التقنية العالية, مع تطور منظومات الاتصالات والتقنيات الرقمية والشبكة العنكبوتية (الانترنيت) التي ضاعفت من أدوات نشر المعلومات على أوسع نطاق وسهلت الحصول عليها واستخدامها ومعالجتها. ولما كان من ابرز خصائص مجتمع المعرفة الابتكار والتعبير الذاتي, أي تأكيد استقلالية الشخصية الإنسانية في التصرف بحرية ووعي إبداعي من خلال الكومبيوتر وآفاقه الرحبة التي لا نظير لها للتفاعل العقلي وتوفير مناخات الحوار مع البرمجيات المختلفة ومستلزمات الشبكة العنكبوتية التي لا تحدها حدود وما تهيؤه من تواصل وجهد إنساني "تداؤبي" يعجز عن الرقي إليها مجتمع الصناعة الكلاسيكي الذي يؤكد على التماثل والتقييس النمطي والذي يعبر عن توجهاته بشكل تخصصي مؤذ, قد وجد مثله الأعلى في النموذج البيروقراطي الفيبري, وتناولها بشكل نجم عنه كل هذا التضخم والترهل والهرمية والروتين والعزلة والتبدد, فسوف يتم إلقاء الضوء على رأس المال الفكري كخيار استراتيجي مستقبلي لمؤسسات التعليم العالي من خلال المحاور التاليه: • ‏المحور الأول: رأس المال الفكري كبديل لرأس المال النقدي. • ‏المحور الثاني: دور رأس المال المعرفي في زيادة الكفاءة الإنتاجية. • المحور الثالث: تحقيق الميزة التنافسية في مؤسسات التعليم العالي.