المصدر: | اليمن |
---|---|
الناشر: | جامعة عدن - مركز البحوث والدراسات اليمنية |
المؤلف الرئيسي: | عثمان، قائد حميد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 23 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
اليمن |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
التاريخ الهجري: | 1427 |
الشهر: | مايو - جماد الأول |
الصفحات: | 46 - 68 |
رقم MD: | 290433 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
يمكن أن نشير إلى أن تجار الكارم كانوا قد سيطروا سيطرة تامة على تجارة الشرق فترة طويلة من حكم بني أيوب لمصر واليمن وبلاد الحجاز والشام وظل عملهم التجاري مزدهرا في مصر خاصة حتى بداية حكم السلطان المملوكي قطز حين حاول الضغط كثيرا على طائفة تجار الكارم لاستخلاص مزيد من الأموال لما كانت تقتضيه ظروف المواجهة مع المغول، ومتابعة فلولهم بعد هزيمتهم في موقعة عين جالوت عام 658ه/ 1260م والصراعات الإسلامية الصليبية التي اتخذت من الأراضي المصرية مسرحا للمواجهة، الأمر الذي دفع بتجار الكارم إلى أن يتخذوا من اليمن مراكز أساسية لهم بدلا من المدن المصرية (عدن- زبيد-تعز) ريثما يعود العدل والاستقرار وإلغاء ما استجد من ضرائب ومكوس هناك. فكان ذلك من المسببات التي أدت إلى زيادة إقبال الكارم، وتوسيع نشاطهم في مدن اليمن التي صارت تمثل المراكز الكارمية المتقدمة على غيرها من موانئ البحر الأحمر الأخرى، مع ما كان يلاقيه التجار في اليمن من تسهيلات وحفاوة جعلت من مدن اليمن وخاصة مدينة عدن محطة مهمة تشحن منها بضائع وسلع الشرق، وهي خاصية لم تفقدها مدينة عدن حتى بعد أن أعاد تجار الكارم سابق نشاطهم إلى المدن المصرية، وظلوا يزودون الأسواق في الشرق والغرب بالتوابل والبهار التي احتكروها شراء ونقلا وتصريفا، وركزت بأيديهم أموالا طائلة، في الوقت الذي كان البهار والتوابل وغيرها من سلع الشرق تلاقي رواجا كبيرا في الغرب الأوروبي، والتي بسببها كما بقول برنارت هيوغ في كتابه (البحت عن التوابل) أفرغت أوروبا خزائنها من احتياطات المعادن الثمينة لصالح تجار الكارم الوسطاء الشرقيين المحتكرين لهذه السلع، والذين كانوا يحيطون الاتجار بها بنوع من الأسرار والغموض حتى لا يخترق تجار أوروبا ذلك الاحتكار في وقت كان البهار العنصر الرئيس في التوابل، ويلخص تاريخه وحده تاريخ التوابل وتجارة الشرق عموما حسب رأيه؛ إذ إن البهار كان مرادفا للثروة واستخدم غالبا في أوروبا كقيمة نقدية عندما كان كيلو البهار في فترة ازدهار تجارته يساوي غرامين من الذهب في الهند فإنه كان يساوي ثلاثين إلى أربعين غراما بالنسبة للمستهلكين الأغنياء في أوروبا- لتذهب هذه الأموال الطائلة إلى الوسطاء التجاريين من الكارم. ولهذا حاولت أوروبا جاهدة بوسائل شتى الوصول إلى منابع تلك الثروات وكسر احتكار تجارتها، ففقدت بلدان البحر الأحمر -اليمن ومصر تحديدا-مصدراً مهما من مصادرها، بفقدان تجار الكارم وغيرهم من تجار الشرق هيمنتهم على مقاليد التجارة الدولية تماماً. |
---|