المستخلص: |
يبين العنوان الذي اخترناه إشكالية الإيقاع مصطلحا ومفهوما. فهو من الأمور الزئبقية التي لا يمكن تحديدها تحديدا دقيقا لارتباطه المركزي بالشعر- والشعر نفسه يتغير بمرور الزمن حسب متغيرات العصر الذي يحيا فيه لأن الشعر حاجة اجتماعية وفردية يعبر عن تجارب وأحاسيس وأفكار من خلال ألفاظ التي تخضع بدورها إلى الإيقاع الذي ينظمها خارجيا وداخليا فالإيقاع ليس مفهوما مجردا وإنما هو الهالة الحسية التي تحيط بالكلام فتمنحه تنظيما وجمالا واتساقا فإذا فقدت هذه الحالة ضاع ذلك كله. والإيقاع هو الحد الفاصل بين الشعر والنثر وهذا إلا يعني أن النثر لا يخضع للإيقاع ولكن صلته بالنثر لا تأخذ النظام نفسه الذي تأخذه في الشعر. لأن النثر مرسل فيه كثير من التحرر ويأتي الإيقاع فيه زبنة وحلية ليس الا. فالإيقاع مفهوم متغير لا يتسم بالثبات إلا أن تغيره الصحيح أو الإيجابي يجب أن يكون خاضعا لتغيرات البني الثقافية والاجتماعية فضلا عن ذلك تتعدد صور الإيقاع في القصائد حسب هيمنته المستويات الدلالي أو الصوتي أو التركيبي.
|