ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الحسين بن سلامة النوبي ودوره في تاريخ اليمن الإسلامي (373 - 402 هـ/983 - 1011م)

المصدر: اليمن
الناشر: جامعة عدن - مركز البحوث والدراسات اليمنية
المؤلف الرئيسي: إبراهيم، محمد كريم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 24
محكمة: نعم
الدولة: اليمن
التاريخ الميلادي: 2006
التاريخ الهجري: 1427
الشهر: نوفمبر - شوال
الصفحات: 51 - 83
رقم MD: 294634
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: أوضح البحث كيف أن كثيرا من الشخصيات البارزة في التاريخ تظهر خلال ظروف قاسية تعاني منها في نشأتها وبدء حياتها الأولى، وغالبا ما تظهر شخصيات مغمورة تثبت كفاءة وقدرة على مواجهة الصعاب والتحديات، وتصبح ذات تأثير فعال في مرحلة تاريخية معينة. إن ظهور شخصية الحسين بن سلامة كان وليد ظروف وأحوال بلاد اليمن المضطربة، بعد وفاة أبي الجيش إسحاق بن إبراهيم سنة 371ه، وتركه طفلا صغيرا لا يملك القرار، تولت كفالته ورعايته أخته هند بنت أبي الجيش، وعبد حبشي اسمه رشيد، وكان ابن سلامة عبدا من عبيد رشيد هذا. كان لنشأة ابن سلامة في خدمة الإمارة الزيادية، أثرها في تكوين شخصيته خلال حياة سيده أبي الجيش إسحاق أولا ثم سيده رشيد ثانيا، فنشأ نشأة جيدة، وكان حازما عفيفا عزيز النفس عالي الهمة، تلك السجايا والخصال الحميدة اقترنت بالتزامه الديني وورعه وتقواه، إذ تولى قيادة الإمارة الزيادية التي اتخذت مدينة زبيد عاصمة لها، واستمر حكمه نحو ثلاثين عاما كان خلالها مخلصاً كل الإخلاص لأسبابه حريصا على وحدة البلاد والحفاظ على استقلالها، مندفعا لدرء كل محاولات الانفصال التي ظهرت في أجزاء عديدة منها. خلد هذا الأمير النوبي من خلال المآثر الحميدة التي أنجزها خلال مدة حكمه، إذ قام بحملة واسعة للإعمار والإصلاح شملت عموم بلاد اليمن، جدد فيها بناء العديد من المؤسسات والأبنية القديمة في مدن اليمن، وعمر وبنى الكثير من المساجد والجوامع واهتم بالطريق التجاري الذي يربط مدينة عدن بمكة المكرمة، كما اهتم اهتماما كبيرا بطرق الحج اليمني؛ الجبلي والأوسط والساحلي، وبقيت آثاره شاخصة مدونة اسمه في تلك المساجد في اليمن والجزيرة العربية، كما اقترنت باسمه العديد من الآبار العذبة في طرق الحج وفي مكة المكرمة ذاتها ومشاعر الحج، وعموما كانت مرحلة حكمه مرحلة صحوة في تاريخ اليمن الإسلامي؛ لما شهدته من ازدهار حضاري ووحدة سياسية واستقرار داخلي وعمران شمل عموم بلاد اليمن.