ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أثر البدو في اللقب الملكي الحميري

المصدر: اليمن
الناشر: جامعة عدن - مركز البحوث والدراسات اليمنية
المؤلف الرئيسي: سعيد، ناجي محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 24
محكمة: نعم
الدولة: اليمن
التاريخ الميلادي: 2006
التاريخ الهجري: 1427
الشهر: نوفمبر - شوال
الصفحات: 84 - 111
رقم MD: 294650
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: 1-تعتبر الفترة الممتدة بين القرنين الثالث- الخامس الميلادي مرحلة صراعات عنيفة بين الدول اليمنية وبدو الشمال (بين الحضر-البداوة) استهدف بها أهل اليمن مد نفوذهم إلى الشمال ووسط وشرق شبه الجزيرة العربية، وذلك لتحقيق غرضين اثنين من إخضاع أعراب الشمال (البدو) لتأمين طرق قوافل التجارة التي تسلك تلك المسالك الصحراوية لإيصال بضائعهم شمالا وشرقا للجزيرة- وتأمين المزارعين الحضر في تلك الواحات اليمنية التي كان يقطنها (بداوة اليمن) الذين ميزوهم عن انفسهم في الجاهلية بإطلاق لفظة (أعراب) عليهم لأنهم لم يكونوا في مستواهم وفي درجتهم من الحضارة. ولكنهم مع ذلك وبوجه عام أرقى مستوى وأكثر إدراكا من أعراب الحجاز ونجد، لأنهم كانوا يتخذون بيوتهم من اللبن والأحجار، أي ما يطلق عليهم أنصاف الحضر. 2-كان السبب الرئيس في صراع الدولة اليمنية ضد البدو الشماليين إساءتهم للقيم الحضارية اليمنية، وتهديد مصالحها مما دفع بالملوك العظام (شعرم أوتر، شمر يهرعش، وأبي كرب أسعد) إلى شن الحملات المتكررة لتأديب تلك القوات البدوية، مستخدمين معهم سياسة القوة حينا، والتحالف والدمج حينا آخر. فقد وجدنا أنه مع بداية القرن الرابع أصبحت الوحدات البدوية الخاصة تقاتل إلى جانب الجيش النظامي اليمني (الخميس)، بل وقد ذكر البدو ضمن اللقب الملكي. 3-تم إسكات التحرشات الحبشية على المناطق التهامية من اليمن المقابلة للبر الآخر، فتوقفت؛ وعاشت اليمن طيلة القرنين الرابع والخامس الميلاديين، في مأمن من تلك القوات، التي ظلت تتدخل في شؤون اليمن منذ عهد الملك علهان نهفان، الذي وقع معهم حلفا ثلاثياً مع حضرموت. 4-كان أهل اليمن يطمحون لتحضير البداوة. وبدلا من ذلك، نجد أن البدو هم الذين أثروا على البنية السياسية والاقتصادية لليمن؛ حيث زحفت بعض العشائر الشمالية البدوية إلى الجنوب، وحملوا معهم شيئا من الوحدة، بدخولهم في تركيبة الدولة الحميرية إلى جانب الأجزاء الأساسية (سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة) ويمكن القول أن إضافة جملة (وأعرابها في الجبال والتهائم) هي السبب في ظهور قوة الأعراب وأهميتهم، وبخاصة أعراب الهضاب وجنوب نجد وقبائل تهامة، ومن ثم أصبح لهم تأثير في الشؤون الداخلية اليمنية، وقد أحدث ذلك تغييراً في التنظيم السياسي في اليمن. وبذلك فقد أثر هؤلاء البدو على البنية السياسية والاقتصادية، إلى جانب عوامل الانحطاط التي تتمثل في تدهور قطاعات التجارة والزراعة والحرفة. فدب الضعف والوهن في سلطة حمير، فنشبت الصراعات القبلية الطامحة للاستقلال بأقاليمها عن سلطة الدولة المركزية، في ظل سلطة ملوك ضعاف غير قادرين على حسم الموقف معهم، بالإضافة إلى الصراعات داخل قصر الحكم، فضعفت هيبة الدولة وتشعبت الصراعات الداخلية حيث أصبح عرش حمير عرضة للاغتصاب من قبل المؤسسة القبلية والأذوائية التي شكلت رأس حربة في توسعات الدولة الحميرية حتى شمال وشرق شبه الجزيرة العربية، بل كانت تمثل جهازها الإداري في المقاطعات التي حكمتها أثناء قوة وزهو الدولة الحميرية. وبذلك تمزق المجتمع اليمني وورث البدوية القبلية التي سادت الحياة اليمنية؛ فتخلف المجتمع اليمني وطغى عليه الطابع البدوي الذي دمر كل مقومات الحياة الحضارية. ولا تزال القبيلة حتى الآن تقوم بقيادة وتوجيه المجتمع؛ وإن كانت قوى التحضر والتحديث تحاول التأثير بهدف تخليص المجتمع من الظاهرة البدوية- القبلية في ظل صعوبات جمة. ويمكن اعتبار الصراع الآن في أوجه بين قوى (التحضر والتبدي) في المجتمع.

عناصر مشابهة