المستخلص: |
أن الدراسة في الجغرافية التاريخية ستخرج بالجغرافية إلى مفاهيم وأفاق ورؤية جديدة، يساهم الباحث من عبرها بتوسيع حلقة الدراسة الجغرافية، إذ أن الكثير من الحقائق الجغرافية في الحاضر غامضة، ولكنها تصبح واضحة عندما نصلها بجذورها، إذ تحتل الجغرافية التاريخية أهمية واضحة في العمل الجغرافي بحكم دراستها للماضي الذي يعد جذر مشاكل الحاضر ورؤية المستقبل، فأية ظاهرة جغرافية ظهرت وتطورت فهي تستمد حقيقتها من ماضيها. يري الباحث أن الجغرافية التاريخية قسماً مستقلا وله فروعه وهو ليس فرعا من الجغرافية البشرية حسبما يعتقد بعض الجغرافيين، فهي تهتم بدراسة دينمية المكان عبر الزمن، لذا مما لا شك فيه تمتلك مفاهيم متنوعة أدت إلى خلق إشكالية في مفهومها لرؤية واحدة واضحة للعمل الجغرافي، بالإضافة إلى إشكاليات الفصل بين الماضي والحاضر أو بين الجغرافية التاريخية وجغرافية ما قبل التاريخ. وقد وضع الباحث حدود بين تلك الإشكاليات التي أدت إلى قلة اهتمام الباحثين الجغرافيين فيها وعلى الرغم من تميزها بوضوح منهج البحث فيها. ومن جانب آخر، يجب الإحاطة بأسس الجغرافية الطبيعية البشرية لكل من يرغب في التخصص في الجغرافية التاريخية، فضلا عن امتلاكه موهبة الاستنتاج السليم وعدم الخلط بين الجغرافية التاريخية والتاريخ.
|