المصدر: | مجلة الطفولة العربية |
---|---|
الناشر: | الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية |
المؤلف الرئيسي: | وطفة، علي أسعد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Watfa, Ali Assad |
المجلد/العدد: | مج 10, ع 39 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 109 - 125 |
DOI: |
10.29343/1/0130-010-039-005 |
ISSN: |
1606-1918 |
رقم MD: | 30057 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يتسم هذا البحث بطابعه التأملي محاولة علمية للكشف عن ملابسات الدور التربوي لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصال. لقد انطلقت محاولتنا العلمية في هذه الدراسة من فكرة جوهرية قوامها أن تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية تمثل كما هو حال التربية ممارسة اجتماعية اتصالية. ومن هذا المنطلق فإن حدود الصلة بين النظامين لا يمكن أن تختزل إلى مجرد أبعاد وتساؤلات تقنية. لقد أظهرنا في رؤيتنا للتربية على أنها نظام اتصالي، وعرفناها بتكنولوجيا التفاعل الاجتماعي في مجال المدرسة، وهي عملية يعتمدهما المعلمون في أداء عملهم التربوي مع التلاميذ والطلاب. ومن الطبيعي أن تتم هذه العملية التفاعلية على أساس الأدوات والأجهزة الاتصالية المتاحة التي توظف جميعها في عملية التفاعل التربوي، حيث يستخدم المعلمون هذه الوسائل والتقانات في اتجاه تعزيز فعاليتهم التربوية والتعليمية، ويضاف إلى ذلك أن هذه التكنولوجيا التفاعلية تتسم بطابع التفاعل الإنساني في المؤسسة المدرسية، فالتربية ممارسة اجتماعية اتصالية تدور خطوبها في مجالي الزمان والمكان المدرسيين، حيث تهيمن علاقات الضبط والمراقبة والسيطرة، وحيث تسود معايير وقيم ومعاني الحياة التربوية للمدرسة. وبناء على تصوراتنا السابقة حول التفاعل التربوي في المدرسة، يمكن القول إن التفاعل الممكن بين التكنولوجيا الاتصالية والتربية لا يتم في مجال محايد أو في فضاء تكنولوجي مفرغ، بل في وسط مدرسي خليوي مقسم إلى صفوف وترتيبات زمنية ومكانية، وهو وسط مدجج بالتكنولوجيا التفاعلية التقليدية والحديثة نسبيا، ولهذا فإن التفاعل بين التكنولوجيا الجديدة والتربية المدرسية يطرح أسئلة بالغة التنوع والتعقيد حول قدرة هذه التكنولوجيا على التكيف مع الوسط المدرسي، ومدى تفاعلها مع المعارف المدرسية، ومن ثم قدرتها على التجاوب مع المعطيات الرمزية والثقافية للمدرسة، وأخيرا حول النتائج والأثار التربوية يمكن أن تنجم عن هذا التفاعل بين النظامين التكنولوجي والمدرسي. هذا وعندما نأخذ الاتصال بوصفه نتاجا للممارسة الاجتماعية، فإن التكنولوجيا الجديدة لا يمكنها أن تنفصل عن كينونتها الثقافية فهي مشبعة بالمعطيات الثقافية والفكرية بوصفها تقانة اتصالية، وهي بذاتها نتاج لفعاليات معرفية وعلمية بالغة التقدم والحداثة، وهذا يعني أن هذه التكنولوجيا أيضا ليست في موقع الحياد الثقافي إنها منظومة رمزية من المعارف العلمية التي تفرض نفسها، ومن ثم فهي منظومة من الدلالات والمعاني الأيديولوجية لثقافة صناعية ليبرالية جدية. ومهما تكن، فهي تمتلك القدرة أيضا على الاختراق الثقافي للمدرسة وإحداث موجة من التأثيرات التفاعلية البنيوية في داخل المؤسسات التعليمية. ونحن في نهاية المطاف نعلن بناء على المعطيات العلمية التي حققناها في هذه الدراسة ضرورة العمل على مناقشة نسق من التساؤلات الحيوية حول هذه القضية، أهمها: ما الخلفية الأيديولوجية المحركة للتكنولوجيا الجديدة في مجال التعليم والتربية؟ وما طبيعة التواصل والتفاعل الذي تتيحه مثل هذه الأدوات في المستوى الثقافي والعلمي؟ ومن دعاة هذه التكنولوجية ومروجوها والمدافعون عنها وعن دمجها في المدرسة؟ هذه الأسئلة بدلالاتها التأملية تدفعنا على القول أنه يجب علينا أن نتجاوز الاهتمامات التقانية المجردة لوسائل الاتصال الجديدة، وأن ننتقل في الجوهر إلى البحث عن الأبعاد الثقافية والرمزية لهذه التقانة المدججة بالمعرفة، وذلك من أجل دمج هذه التكنولوجيا بصورة عقلانية في البنى والتكوينات الاجتماعية، ولا سيما في المجالات الاتصالية والتفاعلية في الوسط المدرسي والتربوي. |
---|---|
ISSN: |
1606-1918 |