ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







قضية الجوهر الفرد في علم الكلام الاسلامي : بحث مقارن بالفلسفة اليونانية

المصدر: مجلة المشكاة
الناشر: جامعة الزيتونة
المؤلف الرئيسي: بالحاج، فرج (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 8
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2010
الصفحات: 331 - 344
ISSN: 1737-0523
رقم MD: 315199
نوع المحتوى: عروض رسائل
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

95

حفظ في:
المستخلص: هكذا نخلص من هذا البحث ببيان أن المتكلمين المسلمين وخاصة المعتزلة هم فرسان العقل في الفكر الإسلامي؛ وبالتالي هم فرسان الخلق والإبداع، وأن العقل العربي المسلم قادر على الإبداع متى ما وقع تمكينه من أدوات الإبداع، وانه عقل له خصوصيته ومرجعيته، والمدارس الكلامية التي نشأت في العالم الإسلامي دليل على ذلك. وكان حري بالمسلمين أن يغذوا مثل هذه الحركات الفكرية التي تحارب الجهل وتدعو إلى التحرر والانعتاق من حرفية النص وأفكار الآخر في سبيل الإبداع وفرض الذات. إن المتكلمين قد تسلحوا بسلاح الآخر (المنطق والفلسفة) وفرضوا أنفسهم عليه ودافعوا عن توحيدهم وكانوا أحرص الناس على حماية دينهم وإدخال آلاف الناس إلى الإسلام بفضل عقلهم وقوة حجتهم. وعوض أن ينظر المسلمون في أراء المتكلمين ويعدلوها ويعملوا على تقريبها من الحق والذين جندوا لها من يحاربها ويكفرها ويرميها بالبدعة والزندقة. إن البدعة مرفوضة ولكن الجهل أيضا مرفوض وكذلك التقليد وترك الاجتهاد؛ والعقل العربي الإسلامي قادر على الاجتهاد والإبداع ورفض فلسفة اليونان كما رأينا. ولكن بعض العوامل الدينية والاجتماعية والسياسية هي التي كبلته وعاقته عن التفكير والإبداع وأغرقته في التقليد والجهل والخرافة وتركت الآخر يرمي المسلمين بالكسل والعجز عن التفكير والخلق، وهو قادر على ذلك لو أراد وأراد أهله. إن أكبر ضربة تلقاها المسلمون من الداخل هي غلق باب الاجتهاد إذ غاب مع غلقه الحق وغرق الناس في الجهل والخرافة، ونشأ العنف والصراع المذهبي، وأصبح المجال مفتوحا للتأويل وفي أحسن الحالات للتقليد؛ وهو لعمري خطير لأنه عدو المعرفة وعدو الدين، يقضي على التفكير والإبداع والحرية، ويؤدي إلى تكرار الغير وفقدان الهوية والذوبان في الآخر ويجعلنا نسخا مشوهة له. نحن اليوم نبحث في حاضر الغرب عن "ديكارتية" نتجاوز بها أوهامنا وخرافاتنا وعجزنا، فما أحوجنا إلى النبش في تراثنا لإحياء عقلانية مثل عقلانية المعتزلة. وهي -حسب رأيي- عقلانية جريئة تتجاوز عقلانية ديكارت بما تناولته من مساس بالمقدس كالبحث في الذات والصفات والقرآن، والجرأة على الله باسم العقل في باب العدل والوعد والوعيد وإنكار الشفاعة. إن ما قررته المعتزلة ليس قرآنا وعقليتهم أصيلة نجد لها صدى في القرآن، وأرى من الواجب علينا اليوم تعديل هذه العقلانية وتهذيبها. وهذا العمل محاولة مني لإحياء مثل هذه القيمة وتأصيلها، إيمانا بأن حداثتنا المنشودة لن تتحقق دون ارتكاز على أصالة وتجذر في التاريخ، وأن العقلية العربية الإسلامية قادرة مثل غيرها على الخلق والإبداع وإثبات الذات.

ISSN: 1737-0523