المستخلص: |
يعتبر أبو عمران الفاسي أحد أعلام المدرسة المالكية في المغرب في المائة الرابعة من الهجرة وأول الخامسة, كما يعتبر رمزا حضاريا من رموز الوطن, وذلك بسبب مشروعه السياسي الذي انتهي بتوحيد المغرب والأندلس في الربع الأخير من المائة الخامسة. ولد بفاس سنة (368هـ) ونشأ بها وأخذ مبادئ العلم بجامع القرويين, ثم رحل إلي القيروان, فدرس الفقه علي أبي الحسن القابسي وغيره, ثم شد الرحال إلي الأندلس, فقرأ بها علي أبي محمد الأصيلي, وسمع الحديث منه ومن جماعة, ثم عاد إلي فاس وتصدر بها, إلي أن اضطره سوء الأحوال السياسية إلي النزوح عنها, فخرج إلي المشرق سنة (397هـ) وأخذ في طريقه عن علماء القيروان ومصر, ثم حج عدة حجج, وأخذ بمكة عمن لقي بها كأبي ذر الهروي, ثم دخل العراق وقرأ القراءات, ثم حج وعاد إلي القيروان, فتصدر بها ودع صيته, وبها توفي سنة (430هـ), ويقترن أسم أبي عمران بمشروعه السياسي الذي تشبع به تلامذته, ومنهم الفقيه وجاج بن زلو اللمطي مؤسس (دار المرابطين) ببلدة نفيس, الذي نفذ مشروع أبي عمران بانتدابه لتلميذه عبد الله ابن ياسين الجزولي في حركته التربوية والجهادية التي تكللت بقيام دولة المرابطين, وتوحيد أقطار المغرب والأندلس في كيان سياسي واحد في الربع الأخير من المائة الخامسة, رحم الله أبا عمران, وخلد ذكراه في الصالحين.
|