ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اشكاليات الديمقراطية التوافقية وانعكاساتها على التجربة العراقية

المصدر: مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية
الناشر: الجامعة المستنصرية - مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية
المؤلف الرئيسي: البكري، ياسين سعد محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 27
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: أيلول
الصفحات: 59 - 82
DOI: 10.35155/0965-000-027-003
ISSN: 2070-898X
رقم MD: 323192
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

29

حفظ في:
المستخلص: طرحت الديمقراطية التوافقية كأحد النماذج المقترحة لمعالجة مسألة المشاركة السياسية في المجتمعات التعددية أو المتعددة أو المنقسمة، وتستند أساساً إلى بناء التحالفات الكبيرة التي تضمن للمكونات الاجتماعية الأساسية فُرص التمثيل والمشاركة في صنع القرار، وهو ما يجنبها الخضوع لسلطة الأغلبية، إذ تحتفظ الأقلية بحق النقض أو الاعتراض، ما يجعل قدرتها على مواجهة الأغلبية وتجنب هيمنتها متاحة وممكنة على صعيد الممارسة، وهو ما لا تتيحه الديمقراطية التمثيلية، وذلك لاختلاف فلسفة كل منهما ففي حين الديمقراطية التمثيلية تتعامل مع جماعات سياسية، أحزاب، نقابات، منظمات مجتمع مدني، ويكون للأغلبية السياسية المشكلة على ضوء نتائج الانتخابات الحكم، في حين تكون الأقلية السياسية المشكلة على ضوء نفس المعيار في المعارضة، وتنتظر الجولات الانتخابية اللاحقة التي قد تتيح لها أن تصبح أغلبية حاكمة، بينما الديمقراطية التوافقية تتعامل مع جماعات اجتماعية، اثنيات، أديان، طوائف لها ثباتها النسبي في كونها أغلبيات أو أقليات على ضوء معيار عدد كل جماعة، ويرجع الانقسام في هذه المجتمعات إلى الهُوية وما يرتبط فيها. فلسفة الديمقراطية التوافقية بشكلها المعروض عبر خصائصها سالفة الذكر كونها أسلوباً يختص بالمجتمعات المتنوعة والمنقسمة اجتماعياً، كحل وأسلوب للحيلولة دون تحول الانقسامات إلى أشكال عنفية دموية وحروب أهلية، ولوضع أساس للتعايش عبر تقاسم السلطة. غير أن تشريح الديمقراطية التوافقية والنظر إليها من خلال الإشكاليات التي تولدها في هذه المجتمعات من خلال التطبيق العملي كما في التجرية العراقية، قد تقود إلى استنتاجات مغايرة، فالحلول وشكل السلم الأهلي الذي انتجته هو سلم هش يتعامل بسطحية وبتأجيل مستمر للتناقضات والصراعات الأساسية دون الذهاب إلى حلها، فالتأجيل في القضايا الحساسة كما في قضية كركوك مثلاً، أشبه ما يكون بوضع القنابل وبشكل مستمر في مخزن دون إفراغها من البارود، واستمرار اللعبة السياسية في القضايا الهامشية أو التي من الممكن أن تنال التوافق. الإشكالات التي تنتجها الديمقراطية التوافقية، هي في الحقيقة إشكالات أساسية وقنابل إضافية تزيد من حجم الانقسامات الاجتماعية، دون أن تؤدي إلى عقد اجتماعي وسياسي جدي يرتكز على رؤية عقلانية للتناقضات وأسلوب حلها، فالديمقراطية التوافقية ليست تنازلات متبادلة ومناطق وسط في التناقضات الأساسية، بل هي تأجيلات متبادلة للصراعات الأساسية. \

ISSN: 2070-898X