ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







منزلة الصحابة الكرام والرد على مناوئيهم في أشهر المنظومات العلمية بالمغرب والأندلس قصيدة "أبي عمران الأندلسي الواعظ في مناقب أم المؤمنين عائشة" نموذجا

المصدر: ندوة: الصحابة الكرام في تراث المغاربة والاندلسيين
الناشر: الرابطة المحمدية للعلماء
المؤلف الرئيسي: الجيلاني، عبداللطيف (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 1
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: الرباط
الهيئة المسؤولة: المغرب . الرابطة المحمدية للعلماء و مركز الدراسات ةالأبحاث وإحياء التراث
التاريخ الهجري: 1431
الشهر: صفر / فبراير
الصفحات: 419 - 471
رقم MD: 323759
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

77

حفظ في:
المستخلص: ولع المغاربة والأندلسيون بالنظم، واستعملوه قالباً لصياغة مختلف العلوم والفنون، فاشتهرت منظومات كثيرة متنوعة في الوصايا والقراءات والعقائد والفقه والتاريخ والميقات وغيرها من العلوم التي سعى العلماء من خلالها إلى تطويع النثر وصوغه في أوزان شعرية منظومة؛ ليسهل حفظها وتكون أقرب إلى أذهان المتعلمين. وبالرجوع إلى بعض هذه المنظومات نجدها تتضمن أبياتا بديعة في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام، وتؤكد على عظيم منزلتهم في الإسلام، ووجوب توقيرهم وتفضيلهم، والإمساك عما شجر بينهم، كما نجدهم في كثير من منظوماتهم يتصدرون للردِّ على مُتَنقصي الصحابة ومُبغضيهم، وإفحامهم بالحجج المبينة والبراهين القوية. ولعلّ أهم تلك المنظومات وأكثرها شهرة وتداولاً بين أيدي الباحثين: نونية أبي محمد عبد الله ابن محمد الأندلسي القحطاني، ووصية محمد بن موسى الشهير بابن عمار الكلاعي الميورقي لابنه- وهما فيما يبدو من علماء القرن الخامس الهجري-، والأرجوزة المنبهة لأبي عمرو الدّاني (444هـ)، ومنظومة إضاءة الدُّجنة في اعتقاد أهل السنة لأبي العباس المقري (ت 1041هـ) وغيرها كثير، إلا أنه استوقفتني أثناء بحثي قصيدة في مناقب أم المؤمنين عائشة ((للشيخ أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله المريي الأندلسي المعروف بابن بهيج، الذي عاش في أواخر القرن الخامس الهجري (كان حياً سنة 496هـ)، وهي رائعة من الروائع الأدبية ضمنها ناظمها بتعبير فائق، ولفظ رائق، ونظم محكم متين: فضائل أم المؤمنين عائشة وفضائل والدها أبي بكر الصديق، وجادل على لسانها خصومها ومبغضيها بالدليل الواضح من الكتاب والسنة، أولها: ما شأن أم المؤمنين وشأني هدي المحب لها وضل الشاني إني أقول مبيناً عن فضلها ومترجما عن قولها بلساني يا مبغضي لا تأت قبر محمد فالبيت بيتي والمكان مكاني إني خصصت على نساء محمد بصفات بر تحت هن معاني وسبقتهن إلى الفضائل كلها فالسبق سبقي والعنان عناني وبالجملة فهذه القصيدة الرائعة قد حلت من البلاغة والحسن في حصن منيع، فهي واسطة العقد فيما اطلعت عليه من المنظومات التي تتناول منزلة الصحابة الكرام وترد على منتقصيهم، ولهذا أكثر العلماء من تداولها والتغني بأبياتها، بل لجأ بعضهم إلى معارضتها والنسج على منوالها. وفي ختام هذا الملخص أنبه إلى أنني قسمت بحثي في هذا الموضوع إلى مدخل وثلاثة مباحث، تناولت في المدخل نبذة وجيزة عن مكانة الصحابة عند علماء الإسلام عموما وعلماء المغرب والأندلس بصفة خاصة، وبينت فيه أيضا اهتمامهم بتقرير ذلك عن طريق النظم كما هو الشأن بالنسبة للنثر، مؤكدا قيمة النظم في الحياة التعليمية بالبيئة المغربية والأندلسية منذ القدم. وفي المبحث الأول عرضت قائمة بما وقفت عليه من المنظومات المغربية الأندلسية في الصحابة الكرام، وخصصت المبحث الثاني لبيان منزلة الصحابة والرد على مناوئيهم في مجموعة من أشهر المنظومات المغربية الأندلسية، وأما المبحث الثالث فتناولت فيه قصيدة أبي عمران الأندلسي الواعظ في مدح أم المؤمنين عائشة ((معرفا بناظمها، وكاشفا حقائق جديدة لم يطلع عليها جميع الباحثين الذين درسوا هذه المنظومة أو نشروها، ثم تناولت قيمتها ومكانتها عند العلماء ومبينا طبعاتها ونسخها المخطوطة في مختلف الخزائن والمكتبات، وذكرت في خاتمة البحث أهم التوصيات والنتائج التي توصلت إليها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.