ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الدولي الجديد : الواقع والتوقع

المصدر: مجلة دراسات وبحوث الوطن العربي
الناشر: الجامعة المستنصرية - مركز دراسات وبحوث الوطن العربي
المؤلف الرئيسي: الطالب، مظفر نذير (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 16
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2005
الشهر: آذار
الصفحات: 1 - 23
رقم MD: 329712
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

69

حفظ في:
المستخلص: إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد مارست دور الهيمنة العالمية وما تزال، فأن ها لا يعني أنها ستكون قادرة على الاستمرار في مارسة ذلك الدور في المستقبل البعيد للأسباب الآتية:- 1. لو نظرنا إلى تاريخ العالم، لوجدنا أن من الأمور المتعارف عليها، والتي كادت أن تصبح قانونا من قوانين العلاقات الدولية، أنه كما ظهرت دولة عظمى، وحاولت أن تفرض صلطانها على العالم من جانب واحد، تالبت القوى الأخرى ضدها لتخلف نوعا من التوازن، كما حصل مثلا في التحالف الأوربي ضد نابليون في القرن التاسع عشر، والتحالف في وجه ألمانيا في هذا القرن، والذي أدى فيما بعد إلى اندحار ألمانيا وتقسيمها آنذاك. ومن الناحية العلمية فإنه لا يعقل أن يستمر العالم في دائرة نفوذ طرف واحد وهيمنة سياسة دولة واحدة، فالعالم اليوم كبير ومتنوع الثقافات والحضارات ومن الصعوبة تصور وجود دولة واحدة قادرة على ضبطه والتحكم فيه. ولفترة غير محدودة. 2. الولايات المتحدة الأميركية تواجه اليوم تحديات داخلية وخارجية، وتحدياتها الداخلية معروفة لكل متتبع، أما تحديات الخارجية فهي معروفة أيضا وتتلخص في وجود العديد من القوى الدولية الفاعلة الأن، أو التي ستظهر في المستقبل القريب، ومنها على سبيل المثال أوربا الموحدة، الصين، اليابان الخ. ومع إيماننا بأن الولايات المتحدة تشغل حاليا مركزا مهيمنا، وأن النظام الدولي يعيش حالة الأحادية القطبية إلا أن العالم سيكون على الأرجح متعدد الأقطاب مستقبلا وهناك العديد من الدراسات التي تؤكد ذلك، والتي تشير إلى أن العالم سيشهد مستقبلا وجود (12) دولة قوية الامتلاكها مقومات ذلك، وهو ما نؤيده. 3. أن سعي الولايات المتحدة الأميركية لحماية تفوقها العالمي يتطلب منها المزيد من الإنفاق. ومع وجود منافسة اقتصادية عالمية تمثلها دول أخرى، فأن هذا لابد وأن يدفعها إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية، وخاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار القوى الاقتصادية الأخرى العملاقة التي ظهرت على الساحة الدولية منذ فترة والتي تمت الإشارة إليها باختصار. 4. يمكن القول كذلك، الرفض للهيمنة الأميركية بدأ يظهر ومنذ فترة حتى بين حليفاتها الأوربيات كما أسلفنا. وإذا ما أضفنا إلى هذا الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية في إقناع حليفاتها للمساهمة في نفقات عملياتها العسكرية لأمكننا تصور ما ستواجههه مستقبلا مع وجود معارضة داخلية لهذه السياسة، ومع وجود معارضة قوية للتقليل من التواجد العسكري في الخارج الذي تجاوز الحد المعقول. 5. في ضوء المعطيات الجديدة التي يشهدها العالم حاليا، لا يستبعد أن تتغير مستقبلا وهو ما نرجحه تركيبة المجلس الأمن مع وجود مطالب دولية لانضمام دول جديدة إليه، وهو أمر أصبح له ما يبرره الأن، ويجد صداه بقوة. 6. إذا استبعدنا جميع ما تقدم من باب الافتراض، لا يستبعد أن تسقط القوى العظمى من الداخل، فالقوة العسكرية والأساطيل النووية لم تمنع الاتحاد السوفيتي من السقوط. ويمكن أن يحصل هذا مستقبلا للولايات المتحدة في ضوء ما ذكرناه في أعلاه. 7. أن انسياق وراء الطروحات والسياسيات الأمريكية لا يخدم أطلاقا تطلعات الدول والشعوب الساعية إلى التحرير والاستقلال والى بناء مستقبلها وفق ما تمليها عليها مصالحها الوطنية والقومية. ولابد والحال تلك من مقاومة تلك السياسات بأي شكل من الأشكال حتى وأن كان ثمن ذلك باهظا أحيانا، لأن إرادة الشعوب لابد وأن تنتصر، وأن قوى الخير لابد من أن تنتصر على قوى الشر مهما طال الزمن.