المصدر: | مجلة كلية الملك خالد العسكرية |
---|---|
الناشر: | كلية الملك خالد العسكرية |
المؤلف الرئيسي: | علي، علي المليجي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 96 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
التاريخ الهجري: | 1430 |
الشهر: | مارس / صفر |
الصفحات: | 43 - 50 |
ISSN: |
1319-8000 |
رقم MD: | 330736 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
* تضمنت الحرب على غزة عدة حروب، فإسرائيل خاضتها لإنهاء حركة حماس وفشلت، وخاضتها حماس للبقاء وربحت، وخاضتها إيران وسوريا من أجل انتزاع الموقف الأقوى في رعاية الورقة الفلسطينية، ولأجل أن ترسل للإدارة الأمريكية الجديدة رسالة مفادها أنها العنوان الأبرز في تقرير مستقبل المنطقة، وفشلت في ذلك، أما الحرب الرابعة فكانت حرب مصر التي أخذت طابعاً دفاعياً لتأكيد حق مصر في رعاية الحل في غزة بحكم الموقع الجغرافي، وهو ما نجحت في إنجازه، رغم الهجوم الذي تعرضت له، فكانت المبادرة المصرية أساس الاتصالات التي أجرتها أنقرة، وفرنسا، والدول الأوروبية، كما حظيت بتأييد المملكة العربية السعرية وسائر الدول العربية عدا قطر، وسوريا، وبعض الدول التي حضرت قمة الدوحة، وصدرت في قرار مجلس الأمن، فيما لم تمانع حماس أن تواصل القاهرة رعايتها للحوار مع حركة (فتح) وسائر الفصائل. * ارتكبت إسرائيل جرائم حرب، والأدلة كثيرة، ولن تستطيع أن تقدم دفاعاً تأخذ به أي محكمة، وهناك تسع منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان بينها (يتسلم)، و (أطباء من أجل حقوق الإنسان)، طالبت بتحقيق لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، كما طالبت منظمة العفو الدولية من رئاستها في لندن، وفرعها الإسرائيلي بالتحقيق في هذا الشأن، وكذلك فعل رئيس الصليب الأحمر الدولي الذي زار غزة، وحذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جلسة للمجلس في (جنيف) من احتمال ارتكاب إسرائيل جرائم حرب، وانتهاك القوانين الإنسانية والدولية، وقال الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) رداً على سؤال عن جرائم الحرب: "إن هذا شيء تقرره محكمة جرائم الحرب الدولية أو المنظمات المماثلة ذات العلاقة ". * جرائم الحرب الإسرائيلية لم تبدأ في 27/12/2008 م، وإنما قبل تأسيس الدولة العبرية، وفي سنة 1948، و 1967، و1973، و 1982 م وكل سنة من هذه السنوات وحتى اليوم، والجريمة ضد قطاع غزة ارتكبت عمداً عن سابق تصور وتصميم. * على الرغم مما ساد قمة الكويت من تفاؤل بعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلا أن هذا المشهد لم يدم طويلاً، فسرعان مادبت الخلافات، وخرج بيان القمة ليعكس عدم الاتفاق، ثم يعود المشهد العبثي مجدداً بعد القمة بخلافات عنيفة بشأن من يتولى الإعمار، ومن يقدر تكلفة الدمار، واتهامات بالفساد بين (فتح) و (حماس)، وكأنما أصبح المشهد تكسباً من أرواح الشهداء ومعاناة المصابين والأحياء على حد سواء. * كان أخطر ما واكب الحرب على غزه هو المعركة الإعلامية شديدة الضراوة التي خاضتها الفضائيات العربية، فلم تكن مع العدو الصهيوني بل كانت بين الإعلام العربي، ورغم شدة النيران في هذه المعركة خرج الجميع منها خاسراً، وكان المواطن العربي هو الضحية الأولى في هذه المعارك بما خلفته من آثار سلبية على المستويات السياسية والإنسانية والفكرية. * تسوية النزاع في الشرق الأوسط، أو كبح جماح استخدام إسرائيل المفرط للقوة، سوف يظل معلقا بخيط واهن في الهواء، مشروط بتطور العلاقات بين الإدارة الأمريكية الجديدة، وحكومة إسرائيل الجديدة بعد الانتخابات، وكما كانت حرب غزة هي صيحة الألم والعجز التي هددت النظام العربي، فقد كانت أيضاً دعوة حارة إلى نبذ المحاور والانقسامات العربية، والتشرذمات الفلسطينية. * من مجمل الخسائر البشرية والدمار الذي لحق قطاع غزة يصبح من الأهمية القول إن الكفاح المسلح ضد الاحتلال حق مشروع لا يجادل فيه أحد، ولكن المقاومة الوطنية هي عملية نضال عاقلة لها حساباتها ومحاذيرها، وليست عملية انتحار جماعي تتمم بغير إدراك للمتغيرات الدولية والظروف الإقليمية والملابسات المحلية، وليس في ذلك ما يعني أن يبخل المقاومون بدمائهم، أو يضنون بتضحياتهم، ولكن الأمر يخضع - في النهاية - لموازنة دقيقة لا تقف عند حدود الانفعال، والعواطف، والشعارات. |
---|---|
ISSN: |
1319-8000 |