المستخلص: |
التناص لا يتحقق في نص دون غيره، ولا يقتصر على زمن معين أو مكان محدد. فهو قديم قدم النص، ويستمر في ممارسة فعله مادامت القدرة على إنتاج النصوص قائمة باعتباره مكونا أساسيا من مكوناتها. واستطاع بعض الشعراء في ليبيا الاستفادة من التناص من خلال توظيف الأوزان والقوافي، والإفادة من الأسلوب الشعري، والصياغات اللفظية والتركيبية التي وردت خلال معارضة بعض القصائد، وهذا ما يعني القصيدة الليبية الحديثة بدلالات وإيحاءات جديدة، وإضافة شعرية وأدائية. التناص مصطلح معاصر لدلالات مفهومة نقدية وفلسفية قديمة، شأنه شأن الكثير من المصطلحات التي لم يتم الاتفاق بشأنها. فهو عند جوليا كريستيفا: أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل إلى نصوص أخرى عليها أو معاصرة لها. ويرى دي سوسير: التناص في كل نص يتموضع في ملتقى نصوص كثيرة بحيث يعد قراءة جديدة لها، أما ميشال فوكو. فيرى أنه: لا وجود لتعبير لا يفترض تعبيرا آخر. ولا وجود لما يتولد من ذاته، بل من تواجد أصوات متراكمة، متسلسلة ومتتابعة، ومن توزيع الوظائف والأدوار( ). ظهر مصطلح (التناص) في النقد الأدبي العربي الحديث في منتصف السبعينيات من القرن العشرين بعد أن تمت ترجمة الدراسات النقدية الأوربية الحديثة ونقلها إلى اللغة العربية، وكان النقاد والأدباء المغاربة سابقين إلى إشاعة المصطلحات الغربية وتعميمها بمفاهيمها وألفاظها دون الرجوع إلى ما يقابلها من الأدب العربي، أو النقد الأدبي العربي القديم من مفاهيم ومصطلحات نقدية. ويبدو أن مفهومي (السرقات الأدبية أو المعارضات الشعرية) هي أقرب هذه المفاهيم إلى (التناص) لما فيها من اقتراب من هذا المصطلح ومفهومه. وسواء كان مفهوم اعتماد نص من النصوص على غيره من النصوص، ووجود صيغة من الصيغ العلائقية بين النصين يسمى (السرقات الأدبية أو التناص، أو التعالق النصي أو التلاص أو التضمين أو المفارقة الشعرية) فإنها جميعا تدخل في باب إفادة نص من النصوص ومكوناته النصية وتشكلها الجمالي والبنائي والإيقاعي والتركيبي واللغوي على نص آخر، بحيث تكون هذه البنيات متجسدة داخل النص الجديد، وتشير إليه من قريب أو بعيد في وجود مثل هذه العلاقة في فضاء مشترك. ولظاهرة التناص أبعاد فنية وإجراءات أسلوبية تكشف عن التفاعل وأشكاله المختلفة بين النصوص، إذ يقوم استدعاء النصوص بأشكالها المتعددة الدينية والشعرية والتاريخية على أساس وظيفي يجسد التفاعل الخلاق بين الماضي والحاضر. ولكي يتم التناص، لابد من توفر حد أدنى من التفاعل بين قطبين، أي بين ذاتين منفعلتين، أنا الشاعر، وأنا المغاير والتداخل بين نصين الحاضر والنص الغائب، هذا على الأقل.( ) ليس التناص عملية شكلية تتأسس على التواصل الشكلي بين النصوص، وإنما يعني التناص الفاعل تمازجا وتشابكا وتلاحما بين النصوص، التي تقيض للقارئ فرصة معاينة النصوص معاينة قائمة على إثارة وعيه وإدراكه واستنفار معرفته وخبرته في النص الوافد وما طرأ عليه من تحولات في تغيير دلالاته عندما يدخل في نسيج النص الجديد ويصبح جزءا لا يتجزأ منه، فالنص المستقبل ممكن أن يحور ويبدل ويغير في النص الوافد وذلك وفق ما تقتضيه رؤية المبدع. \
Intertextuality in the text can not be achieved without the other, but not limited to a certain time or a specific place. It is an ancient text, and continues to do in practice as long as the ability to produce a list of texts as a key component of its components. And managed some of the poets in Libya to take advantage of intertextuality by employing weights and rhymes, and benefit from the method of poetry, and formulations of verbal and compositional received during the opposition of some poems, and this is what enriches the poem Libyan modem connotations and overtones, new, and the addition of poetry and performance.
|