ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا









الأمور المباركة في السنة النبوية دراسة حديثية تحليلية

المصدر: المجلة العلمية بكلية الآداب
الناشر: جامعة طنطا - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: القرشي، لطيفة بنت محسن بن محيسن (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 24, ج 3
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يناير
الصفحات: 1083 - 1182
ISSN: 2735-3664
رقم MD: 339178
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

116

حفظ في:
المستخلص: البركة نعمة ربانية من الله تعالى يضعها فيمن يشاء من خلقه ولا تطلب إلا منه وحده. وقد يضعها الله في ذوات أو أوصاف أو أمكنة أو أزمنة. وتكون على وجه لا يحصى ولا يحس ظاهره؛ ولذلك يقال لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة إن فيه بركة. وإذا حلت البركة في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير عم نفعه. وقد دلت الأدلة الشرعية على وجود البركة في بعض الأمور والأماكن. ولا يجوز التبرك وهو طلب استدامة الخير وثباته إلا بما نصت أدلة الشرع على وجود البركة فيه. وكل من عين أمراً ذاتاً أو وقتاً أو زماناً لم يرد الدليل على وجود البركة فيه وأراد التماس البركة منه فهو مبتدع. وقد جعل الله تعالى في أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام بركة ذاتية وبركة معنوية، ولا يشاركهم في البركة الذاتية أحد من الناس كائناً من كان. وتنال بركة الأنبياء المعنوية باتباعهم والعمل يما يدعون إليه. وأعظم الأنبياء بركة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- الذي اصطفاه الله تعالى على خلقه، وقد جعل الله تعالى البركة في جسده وفيما تخلف منه من ريق وعرق ونخامة وشعر ووضوء، وفي ثيابه وفي آنيته، وكان الصحابة يتبركون بذلك كله منه –صلى الله عليه وسلم-. كما كانوا يطلبون البركة بصلاته عندهم أو سلامه عليهم أو دعائه لهم ولا يشرع التبرك بآثار النبي –صلى الله عليه وسلم- المكانية التي نزل بها أو صلى فيها أو مشي عليها كحجرته أو قبره أو غار حراء أو غار ثور أو غير ذلك؛ لأنه لا دليل على انتقال البركة إليها، ولم يكن الصحابة يتبركون بها بالتمسح أو التقبيل في حياته ولا بعد موته. كما إن في كل مسلم بركة، لكنها ليست بركة ذاتية تنتقل، بل بركة العلم والإيمان والعمل الصالح. وتظهر آثار هذه البركة في أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن البدعة ويجري الله تعالى على أيديهم من الخير ما لم يجر على غيرهم. وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن البركة في نواصي الخيل المعدة للجهاد في سبيل الله، وبركتها فيما تكسب صاحبها من حسنات وفيما يغنم عليها من غنائم أو فيما تنتجه من نتاج في الدنيا. وأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن في الغنم بركة وحث على اقتنائها، وتظهر بركتها في تحصيل ما فيها من منافع، وفي رفع المشقة عمن يخالطها من ترك الوضوء من أكل لحمها وجواز الصلاة في مرابضها، وفي سهولة قيادها وخفة مئونتها. وقد وصف الله تعالى القرآن الكريم بأنه كتاب مبارك لكثرة خيره وعظيم نفعه، وبركته دنيوية وأخروية. والقرآن كله مبارك، وأعظم سور القرآن بركة سورة البقرة وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن أخذها بركة وتركها حسرة. وبركة القرآن من أعظم وأدوم البركات وليس لها نهاية، وتنال بركته بقراءته وتدبره والعمل به. وماء زمزم ماء مبارك، وهو خير ماء على وجه الأرض، ومن بركته أنه طعام طعم يشبع شاربه كما يشبعه الطعام، وقد كانوا يسمون زمزم في الجاهلية الشباعة. ومن بركته أنه شفاء وأرشد النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى التداوي به من الحمى. ومن بركته أن من شربه بإخلاص نية لحاجة دينية أو دنيوية نالها بإذن الله. وماء المطر ماء مبارك لما يحصل به من نماء وزيادة في الأرزاق والزروع وإحياء الأرض وإنبات النبات. وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يتعرض لماء المطر عند أول مجيئه ويكشف عن كتفيه ورأسه وبعض بدنه لينال بركته. وشجرة الزيتون شجرة مباركة تنبت في الأرض المباركة، وبركتها ثابتة بالقرآن والسنة وتظهر بركتها في كثرة منافعها. وقد أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- بالإدهان بزيت الزيتون ويشمل ذلك الشعر والبشرة وهذا التدهن للتطيب والتداوي. والنخلة شجرة مباركة وبركتها في طيب ثمرها وكثرة خيرها ودوام نفعها حيث ينتفع بجميع أجزائها وينتفع بها في جميع أحوالها. وهناك أمكنة جعل الله فيها البركة وأخبر بذلك في كتابه أو على لسان رسوله –صلى الله عليه وسلم-، منها مكة والمدينة والشام واليمن ووادي العقيق. ومن أراد التماس البركة من الأمور والأماكن المباركة التي ثبتت بركتها بالقرآن أو السنة فعليه التقيد في تبركه بها بما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وصحابته قولاً وعملاً. وقد وردت أحاديث ضعيفة تنص على وجود البركة في بعض الأمور وقد تم التنبيه عليها في نهاية البحث لئلا يغتر بها أحد فيلتمس البركة في غير ما صح وثبت بالأدلة الشرعية أن فيه بركة.

ISSN: 2735-3664

عناصر مشابهة