المستخلص: |
يعنى البحث بمسألة دقيقة من مسائل النحو العربي، التي اختلف النحويون في حكمها من حيث البناء أو الإعراب أو التوسط بينهما، حيث اتجه جمهور النحويين إلى القول بإعراب المضاف إلى ياء المتكلم على تقدير الحركة الإعرابية -رفعا أو نصبا أو جرا-على الحرف الواقع قبل الياء، النحو الشائع عند المعربين والمعروف عند دارسي العربية. في حين أن ثمة اتجاهين مخالفين لحكم هذا المضاف عند بعض النحويين، حيث يذهب بعضهم إلى أنه مبني في موضع من الرفع أو النصب أو الجر، ويذهب بعضهم الآخر إلى أنه وسط بين البناء والإعراب، وهذان الاتجاهان مردودان لدى جمهور النحويين، إضافة إلى كونهما شبه مغيبين عن أنظار دارسي العربية. وقد تتبع الباحث المسألة، مبينا ضوابطها التي تخص نماذج محددة من هذا المضاف دونما سواها، مع محاولة استقصاء أقوال النحويين وآرائهم في المسالة، وذكر أسباب القول بكل اتجاه من الاتجاهات الثلاثة فيها، وما هو مقبول منها أو مرفوض، وفق منهج تاريخي واستقرائي ووصفي وتحليلي واستنتاجي. والهدف من هذا البحث إظهار مسألة يكاد حكمها مغيبا عن المختصين في العربية، وتشتمل على فكر نحوي قلما يعرف في باب البناء والإعراب في النحو العربي، ولها أكثر من موضع بين مسائل العربية، إذ من الضرورة بمكان أن يقف دارسو العربية عند هذه المسالة لمعرفة ما كان لها من أمثلة خاصة دون غيرها مما يشبهها، وضوابطها، وموقف النحويين منها. وحكامها على الراجح دون المرجوح، بوصفها من النحو المشكل الذي تعتريه بعض الملابسات. ثم ذيلت الدراسة بمجموعة من النتائج، التي من أهمها: أن المقصود بالحكم في المسالة بعض نماذج من المضاف إلى ياء المتكلم دون سواها مما يفهم من إطلاق الحكم عند بعض النحويين، حيث يخص الحكم ذلك الاسم المعرب أصلا، المضافة إلى ياء المتكلم، الذي يلزم آخره حركة الكسر، دون أن ينفك عنها حين الإضافة، والذي لا يتأثر آخره بالعوامل الإعرابية حين تعاقبها عليه رفعا أو نصبا أو جرا، والذي يعد من الأسماء المفردة المعربة، أو من المعتل الآخر والساكن ما قبل آخره، أو المجموع جمع تكسير مع صحة آخره، أو المجموع جمع مؤنث سالما، وذلك نحو: (غلامي -فتاتي -دلوي -ظبيي -غلماني -مسلماتي). بخلاف غيرها من الأسماء الخارجة على الراجح عن نطاق هذا الخلاف، مما وضحتها الدراسة دون اهتمام كثير من النحويين بذلك. وأن ثمة إشكالا لدى بعض النحويين في حكم حركة هذا المضاف إلى الياء، الأمر الذي دفع بعضهم إلى القول ببنائه، ودفع بعضهم الآخر إلى القول بتوسطه بين البناء والإعراب، مع أن حقيقة هذا الاسم معرب، ولا صحة بالقول ببنائه، لعدم اشتماله علي سبب من أسباب بناء الاسم نحويا، ولا صحة بالقول بتوسطه، إذ لا واسطة على الأرجح عند جمهور النحويين، لاستقرار تقسيم الاسم إلى مبني أو معرب فحسب. وأن ثمة احتمالات نحوية متعددة الاتجاهات، تكشف عن آراء قوية أو ضعيفة أو وسط بينهما، يحتاجها دارس العربية، لتوسيع أفقه النحوي، وتعويده على الاستقراء، وتتبع العلل، وتمحيص الآراء، وعرضها على الميزان النحوي، وبيان ما صلح منها وما لم يصلح، والوصول بذلك إلى حكم قاطع أو مقبول نحويا. وأن من الضرورة إحياء المسائل النحوية ذات الصبغة الخلافية والطابع الإشكالي، وعدم الاكتفاء بمعرفة المسائل ذات الأحكام الثابتة التي لا خلاف فيها ولا إشكال، إحياء لقواعد العربية، وتحريكا لأحكام باتت مسلمة عند الدارسين مع أنها موضع خلاف، واستخلاصا لأحكام جديدة مقبولة نحويا، يمكن أن تسهم في تيسير قواعد اللغة، وإظهارا لما تشتمل عليه من مسائل خلافية ذات احتمالات متعددة فيها من أوجه الجمال التي تشد الأجيال إلى تعلمها والاستمتاع بها، وتسعى إلى إبطال ما قد يتوهم من جمود في قواعدها.
This research includes: 1. An introduction. 2. Ya-. Genitive types and their controversies 3. Declination and some Arab grammarians positions. 4. Mediation between declination and parsing and Arab grammarians positions. 5. Parsing. This research studies the genitive Ya-according to Arabic grammarians where they differ in its declension and parsing or its mediation. Some grammarians followed the approach of parsing the genitive to the ya-according to the vowel of parsing on the letter before ya-. On the opposite, there are two other approaches where one of them says it is declinable, where the other approach says it is mediated between declination and parsing. The researcher studied these approaches and the Arab grammarians positions and opinions and mentioned reasons of e ach approach and their evidences, he also mentioned what is acceptable and unacceptable following historical, analytic, inductive, deductive and descriptive methods.
|