| المستخلص: |
بعد عام ١٩٩٠م أصبحت علاقات روسيا الاتحادية –كوريث للاتحاد السوفييتي السابق– مع الولايات المتحدة والغرب تقوم على أساس المصلحة وليس الأيديولوجيا، وظهر أنها تنطلق من اعتبارات التعاون لا الخصومة، إلا أن حالة الوفاق التي سادت لا تعني أن هناك انسجاما في المواقف ولا توافقا في الرؤى بين الجانبين بقدر ما هي سياسة تعتمد البراغماتية والمصلحة تمشيا مع الواقع الدولي القائم حتى تتمكن من إعادة بناء نفسها وتعزيز مكانتها. منذ تولي الرئيس (بوتين) ولايته الأولى والثانية، وفوز (ديمتري ميدفيدف) في انتخابات الرئاسة الروسية في نيسان ٢٠٠٨م، ودعم الرئيس (بوتين) له، ظهرت تساؤلات مشروعة حول طبيعة التوجهات الروسية في المرحلة القادمة. خاصة مواقفها من توسيع حلف الناتو شرقا، مرورا بملف البلقان، ونشر الدرع الصاروخي الأمريكي في بولندا، والموقف من أوكرانيا. وكذلك الأزمة في جورجيا والتي قادت إلى تدخل عسكري روسي حاسم ضد جورجيا ولصالح أوسيتا الجنوبية وأبخازيا ومساعدتهما في الاستقلال، إضافة إلى ممانعة التمدد الأمريكي في آسيا الوسطى والقوقاز. علاوة على التطورات في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. يهدف هذا البحث إلى معرفة مضمون هذه التطورات، وإمكان تحو لها إلى استراتيجية روسية جديدة يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في بنية النظام الدولي خاصة أنها تترافق مع أزمة اقتصادية عالمية مركزها (واشنطن). لقد خلص هذا البحث إلى أن التغير في الاستراتيجية الروسية سيؤدي إلى تراخـي القبضة الأمريكية على العالم، وسيشكل بداية النهاية لشكل النظام العالمي الحالي وتمهـد لإحلال التعددية القطبية بشكل أكثر فعالية. وينبه البحث إلى ضرورة تنبه الجانب العربي إلى أن حالة التراجع الأمريكي هذه تستدعي إعادة النظر في السياسات الخارجية خاصة أن هذه الوضع يتيح هامشا أكبر من المناورة وتنـسيق الـسياسات إذا تـوافرت الإرادة السياسية العربية.
After 1990, Russian Union, as heir of previous USSR, relationships with the US and the West became based on interests not ideology. It was obvious that these relations emanate from cooperation and not dispute considerations. But the case of concordance that prevailed does not mean that there is harmony in positions, nor agreement in views between them, as much as it is a policy that depends on pragmatism and interest, in conformity with the current international situation till it can rebuild itself and emphasize its position. Since president Putin took charge of the Russian presidency in his first and second tenures, and the winning of Demetry Medvedev in the Russian presidency election April 2008, and president Putin's support to him, legitimate queries raised regarding the nature of Russian's directions in the next phase, especially its positions towards the expansion of NATO to the East, through Balkan file, spreading the US missiles shield in Poland, and its position against Ukrane. Also the Georgian crisis which led to a decisive Russian military intervention against Georgia in favor of South Ossetia and Abkhazia and helping them for independence; furthermore, the resistance against the US expansion in Mid-Asia and Caucasia; and the developments in Russian foreign policy in the Middle East and Latin America. This study aimed at knowing the contents of these developments, and the possibility of changing them into a new Russian strategy that might lead to changes in the international system's structure, especially that it coincides with the world economic crisis centered in Washington. This study concluded that the change in the Russian strategy will lead to a drop in the US fest on the world, and will form a beginning of end for the current international order, and pave the way to more effective multipolarization system. The study calls on the necessity of Arabs' attention to the retraction of the US, which necessitates reviewing external policies, especially that this situation provides a greater margin of maneuvering and coordination of policies, if Arabs' will avails.
|
