| المستخلص: |
منذ أن ظهرت مسرحية ديفيد ماميت أوليانا على خشبة المسرح سنة ١٩٩٢، وهي تشغل مساحة واسعة من الجدل بين الرأي العام، وقد نالت هذه المسرحية كثيراً عن الاهتمام والدراسة من قبل النقاد الذين ركزت دراساتهم على توضيح أو تقديم التبريرات للقضايا الاجتماعية والسياسية والأكاديمية المتنوعة التي تتعرض لها أو تشير إليها المسرحية بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن الواضح أن عدداً كبيرا من هؤلاء النقاد قد ربطوا بين مسرحية ماميت وجلسات التحقيق المشهورة في قضية أنيتا هيل وكليرنس توماس التي وقعت قبل ظهور المسرحية بعام واحد. ونظرا لأن العديد من الدراسات النقدية للمسرحية ركزت في مجملها على القضايا السابق ذكرها، فقد تبلورت فكرة هذا البحث لدراسة المسرحية بعيدا عن الخلفية والأحداث الاجتماعية والسياسية والتركيز على التصميم الدرامي للحوار في محاولة لتأكيد وتوضيح المشاكل الحوارية التي أدت بدورها إلى سوء التواصل والتفاهم بين شخصيتي المسرحية وبالتالي يمكن إيضاح جانب آخر من المشكلة، ونظرا لاهتمام ميخائيل باختين بقضية البلاغة والحوار، كان من الضرورة الإشارة إلى بعض النقاط النقدية التي تناولها باختين في نظرياته ومنها نظرية الحوار، على وجه الخصوص، وذلك بغرض توضيح القصور الذي أدي إلى المشكلات الحوارية والتي تسببت بدورها في سوء التواصل وعدم التفاهم بين البروفيسور جون وتلميذته كارول، بالرغم من سير الأحداث بينهما فقط في مكتب الأول طوال العرض المسرحي لا يقاطعهما سوى رنين التليفون. ومن الأساليب اللغوية المستخدمة في الحوار، تركز الدراسة على المكالمات الهاتفية التسع التي يستقبلها البروفيسور جون، لتحدث تقطعا في الحوار وتشوش على التواصل. ومن ناحية أخرى، توضح الدراسة أن أسلوب الهيمنة وممارسة السيطرة والنفوذ من جانب جون وتلميذته كارول (كل على حدة وحين الشعور بالقوة والسيطرة على الآخر)، هذا الأسلوب كان له بالغ الأثر على استخدام أساليب اللغة الجبرية التي دفعت كلا الشخصين إلى الانزعاج والغضب وبالتالي أعاقت التفاهم والتسامح المتبادل بينهما. بالإضافة إلى ذلك، فقد ركزت الدراسة على السمات اللغوية الأخرى المستخدمة في بناء الحوار مثل: السفسطة والغموض اللغوي غير الضروري الذي يستخدمه جون بشكل واضح (ربما لكونه أستاذا جامعيا ينتقى من الألفاظ والمفردات ما يتناسب مع مستواه الأكاديمي)، في مناقشاته مع كارول طالبة الجامعة التي تعاني من صعوبات مبدئية في فهم الحديث العادي لأستاذها إلى جانب مشاكلها الأساسية في فهم المقرر الجامعي الذي يقوم جون بتدريسه لفرقتها.
Since it was first produced in 1992, David Mamet’s Oleanna has been regarded as a controversial play and won a great interest from critics who attempted mainly to clarify or give justifications for the diverse social, political and academic issues the play reflects. A great number of those critics related Mamet’s play to the famous Hill-Thomas hearings which had taken place one year before the play appeared. Therefore, most of the criticism considered issues such as harassment, political correctness, gender, and education. However, this article tends to study the play away from its social and political occurrences in an attempt to emphasize the dialogic problems which lead to miscommunication and misunderstanding between the two characters of the play. For the critical background, this essay will refer to Mikhail Bakhtin’s dialogic theory. Of the devices which partly cause the dialogic problems, the study focuses on the nine phone calls which interrupt the dialogue and impair communication. Likewise, the manipulation and practice of power lead both characters to use coercive language styles that develop vexation and anger and consequently prevent proper understanding and mutual toleration. Furthermore, the study focuses on some other linguistic aspects of the dialogue design such as the unnecessary sophistication and linguistic mysticism used by John in his discussions with Carol who reveals a notable difficulty in understanding her professor’s normal discourse either in his office or in class.
|
