المستخلص: |
مثلَّت القدس، ولا زالت تمثل أهم المحاور في الصراع العربي الإسرائيلي، وظلَّت و منذ سنة 1967م، تمثل أهم الأمور المطروحة على جدول أعمال القمم العربية و الإسلامية، و على رأس الاهتمامات و اللقاءات الشعبية، فهي الحجر العثرة التي أرهقت المفاوض المصري و الإسرائيلي إبان محادثات كامب ديفيد، و هي التي أرهقت المفاوض الفلسطيني و الإسرائيلي منذ توقيع اتفاق غزة أريحا، في ١٣ أيلول سبتمبر 1993م؛ كل ذلك لأنها قبلة المسلمين الأولى، و مسرى رسول الهدى محمد (صلى الله عليه وسلم) و يرتبط بها أكثر من مليار مسلم، و في هذا الارتباط تلتقي القيم الدينية مع القيم السياسية، و التاريخية و الثقافية لتشكل معادلة يصعب تجاوزها، أو تحديها. و لقد أدركت إسرائيل خطورة موقع القدس على وجودها، فشرعت منذ وقت مبكر في تهويدها، و طمس معالمها الإسلامية، و جاءت حرب سنة 1948م، التي وسَّعت من سيطرة إسرائيل على القدس و تهويدها، و تلتها حرب سنة 1967م، فعززت إسرائيل من قبضتها و هيمنتها على القدس، و شرعت في تهويدها، و إحلال الأسماء العبرية محل الأسماء العربية فيها. من هنا جاءت أهمية هذا البحث في معالجة ظاهرة تهويد أسماء هذه المدينة المقدسة، و لما كان التهويد واسعاً، و الدراسات في التهويد و التوسع في الحيز المكاني كثيرة، كان لا بد من الاقتصار على جانب واحد من هذا التهويد، وهو الجانب اللغوي فقط.
|