المستخلص: |
الدراسة مفهوم العقم البطريركي وتهميشه للمرأة في إطار الثقافة السائدة في الجنوب الأمريكي، وتهدف الدراسة للوصول إلى إجابات للأطروحات التالية: هل يمكننا النظر لرواية "الصوت والغضب" باعتبارها تعبيراً عن إذعان ويليام فوكنر للقيم المتأصلة في المجتمع الذكوري بكل ما تحمله من تحامل على المرأة؟ أم إنه يمكننا القول بإنه سعى جاهداً لإصلاح نسق القيم المهيمنة على عالم الرواية؟ أم إنه عمد إلى التمرد على هذه القيم البالية بحثاً عن قيم مثلى تتسق والمثل العليا للفنان المبدع الذي يسعى دوما لتحقيق إنسانية الإنسان؟ تتخذ رواية فوكنر "الصوت والغضب" من الجنوب الأمريكي إبان فترة التحول عالماً لها وتتخذ من حياة الإنسان في مثل هذا الواقع وما يزخر به من علاقات ومنظومات قيم راسخة ومتغيرة – طبقاً لتغير السياق الاجتماعي والثقافي – مسرحاً لمجريات الأحداث بها، وما يعانيه الفرد من إغتراب في ظل إزدواجية القيم والمعايير بفعل تباين الظروف والملابسات التي أفضت إليه، لقد قام المؤلف برسم شخصياته بحيث تمثل غرابة وشذوذاً في تكوينها الجسدي أو الفكري أو الوجداني، فعقم النظام الذكوري له مستوى دلالي يعكس الخلل في بنية المجتمع وأخلاقياته. لقد جسدت الرواية هذا الواقع الأليم وأبرزت الوعي الكامن لدى الشخصيات بطبيعة حياتهم، وجاءت الرواية بوصفها بنية أدبية تولدت عن البيئة الاجتماعية وتداعياتها السيكلوجية، ليقوم الكاتب – من خلال تبنيه لتقنيات سردية مبتكرة – ببلورة هذا الوعي الكامن ليصل إلى الوعي الممكن (أو رؤية العالم) بكشفه لهذا المجتمع وإماطة اللثام عن مشكلاته. فالوعي بالحاضر لابد وأن يولد وعيا بإمكان تغييره، وقد تم ذلك كله لفوكنر، وساعده على ذلك تمتعه بموهبة قصصية فائقة وحاسة لاقطة لكل من تموج به النفس البشرية من صراعات وتناقضات اخضعها الكاتب للتأمل والتمحيص بغية الوصول إلى الأسباب التي حدت بشخصياته – ذكوراً وإناثاً على حد سواء – للانسحاب والعزلة من المجتمع ومن الذات. \
Patriarchal sterility in Faulkner's The Sound and the Fury leads to misogyny, withdrawal and alienation. In the course of reviewing the critical works on The Sound and the Fun' (1929), it becomes clear that a considerable number of studies and researches have focused on the themes of race, time, violence, and the corruption of the Southern values. The current paper concentrates on the different social forces at work that affect human growth in order to highlight how patriarchal sterility and the misogyny associated with it counteract feminine fertility, as a life-giving-force, leading to the phenomenon of alienation. The focus of the current study is to discuss human beings in iheir relation to their surroundings, iheir search for a coherent sense of identity and their desperate attempt to assert their individuality in a society that obliterates their humanity and transforms them into mere archetypes, conforming to the dominant, externally imposed codes of behavior which are contradictor)1 to their own inner values. The paper examines in what way Faulkner's treatment of the theme of patriarchal moral, psychological and physical sterility extends to grapple with issues central to human life in general and how the artist has been able to cross the bridge from specificity to universality, from marginality to centrality. \
|