ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مفكرون عاشوا ليكتبوا و اغتربوا ليجددوا‪

المصدر: مجلة أنسنة للبحوث والدراسات
الناشر: جامعة زيان عاشور بالجلفة - كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية
المؤلف الرئيسي: بن سليمان، صادق (مؤلف‪)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Bin Suleiman, Sadek
المجلد/العدد: ع 5‪
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: جوان‪
الصفحات: 6 - 17
ISSN: 2170-0575
رقم MD: 363501
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

20

حفظ في:
المستخلص: نلاحظ أن "أركون" و "الجابري" يتفقان في المنهجية التي يمكن من خلالها تحديد مفهوم العقل الإسلامي أو العربي- بوصفهما بنية، أو إبستيميه، أو نظام الفكر، لكن مع ذلك اختار أركون تسمية العقل بـ"الإسلامي"، واختار" الجابري" في المقابل تسمية العقل بـ"العربي". والواقع أن هذا الاختلاف في التسمية أمر مقصود وليس عفويا، وهو ما يجعلنا نفرق بيت طبيعة المشروع النقدي عند "محمد أركون" والمشروع النقدي عند "محمد عابد الجابري". فالعقل الذي يريد "أركون" أن يقوم بنقده ودراسته هو "العقل الديني"، أي "العقل الخاضع للوحي، ويقر بأنه إلهي، وأن دوره ينحصر في خدمة الوحي أي فهم ما ورد فيه من أحكام وتعاليم وإرشاد. وهو بهذا المعنى موضوع "أركون"، بخلاف العقل العربي، الذي هو الغالب ما يعبر عنه باللغة العربية دون النظر إلى طبيعة الفكر المتأتي عنه والمتحدد به. ولذا يدخل فيه المسيحيون واليهود وغيرهم ممن أنتجوا علوماً ومعارف وأدباً وشعراً باللغة العربية داخل محيط الثقافة العربية؛ لكنهم في نفس الوقت كانوا خارج العقل الديني الإسلامي، لهذا السبب يفضل "أركون" استعمال مفهوم العقل الإسلامي على العقل العربي. لقد اهتم "أركون" بنقد الأدوات المنتجة للعقيدة الإسلامية بينما اهتم "الجابري" بنقد الأدوات المنتجة للمعرفة بشكل عام في اللغة العربية. فلم يكن للجابري طموح في إحياء أو إنشاء علم كلام جديد بل كان المساهمة في إعادة بناء الذات العربية وهي المهمة المطروحة في الظرف الراهن، لذلك اختار النقد الذي يتناول المعرفة لا العقيدة. لكن أركون يعتقد أن عملية نقد العقل العربي لا يمكن أن تكون إلا نقدا لاهوتيا، لأن العقل العربي في أساسه هو عقل ديني، بل إنه لم يتجاوز بعد المرحلة الدينية من الوجود. \\ ويمكن القول أخيرا أن الفارق الجوهري بين مشروع أركون ومشروع الجابري أمر ظاهر، فأركون لم يتوقف عند نقد الأنساق الفقهية والمنظومات التراثية كما فعل الجابري أي نقد الثقافة العربية الإسلامية، وإنما تجاوز إلى أبعد من ذلك؛ إلى العقل التأسيسي كما يسميه، أي إلى موضوع الوحي والقرآن. \\ ‪

ISSN: 2170-0575