المصدر: | المجلة العربية للعلوم الإنسانية |
---|---|
الناشر: | جامعة الكويت - مجلس النشر العلمي |
المؤلف الرئيسي: | حنا، عطاالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | عدد خاص |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | نوفمبر |
الصفحات: | 83 - 90 |
DOI: |
10.34120/0117-000-999-007 |
ISSN: |
1026-9576 |
رقم MD: | 363707 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
القدس ملتقى الأديان. هذه هي حالها اليوم. يلتقي فيها أهلها على مختلف دياناتهم، ويلتقي فيها أيضاً المؤمنون حاجين إليها من كل بقاع العالم. ولكنها اليوم أيضاً مدينة تعاني الاحتلال الإسرائيلي بحق مقدساتها ومؤسساتها وشعبها. الرؤية الفلسطينية المسيحية هي رؤية فلسطينية ومسيحية في آن؛ هي رؤية مسيحية؛ إذ ترى في القدس مدينة الجذور المسيحية، فيها بدأ كل شيء وتم كل شيء في ما يختص بالديانة المسيحية. فيها عاش السيد المسيح وعلم وصنع المعجزات، ومات وقام وصعد إلى السماء. وفيها نشأت المسيحية؛ فهي المدينة الأم، وهي الكنيسة الأم لجميع كنائس العالم. كمسيحي هي عاصمة إيماني، وكفلسطيني أرى فيها عاصمة مدنية وسياسية لدولة فلسطينية مستقلة. والرؤية الفلسطينية المسيحية هي، بالإضافة إلى ما تقدم، رؤية شمولية لا تستثني أحداً بل ترى كل أحد وتحترم كل أحد، ومن ثم تلتقي فيها مع الإسلام ومع اليهودية أيضاً ديناً وصلاة، لا سياسة ولا عسكراً ولا جيوشاً محتلة. وبما أن لها هذا الطابع المقدس والشمولي فإني أرى أن يكون لها وضع خاص يضمن من جهة حقي فيها كمواطن وكمؤمن مسيحي، ويضمن حرية جميع المؤمنين فيها ومن العالم كله. ومن ثم، فإن السلطة السياسية التي تحكمها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الطابع الشمولي لها، فتجعل لها وضعاً خاصاً كعاصمة سياسية للدولة الفلسطينية، وكعاصمة روحية للبشرية. من يحكم القدس اليوم من واجبه أن تكون له هذه النظرة الشمولية. القدس أياً كان مُخضعها أو حاكمها هي التي تُخضع مخضعيها وتحكم حكامها، إلا إن ظلموا واختاروا طريق الاستثناء والتفرقة، كما هو الحال اليوم مع السلطات الإسرائيلية. هناك اليوم احتلال إسرائيلي. وإسرائيل تريد أن تقصي عنها الفلسطيني المسلم والمسيحي على السواء، فتجرده من الهوية وحق الإقامة فيها، وتدمر بيوته، أو تصادرها أو تمتنع عن إصدار الترخيص له للبناء فيها. بل جردت السياسة الإسرائيلية الفلسطينيين من حقهم الطبيعي في الإقامة في القدس واستبدلت به حقاً تمنحهم إياه أو تجردهم منه لهدف تهويد المدينة. وجعلتهم غرباء مقيمين فيها. |
---|---|
ISSN: |
1026-9576 |