ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







القدس شعبيا : التاريخ و الرمز

المصدر: المجلة العربية للعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة الكويت - مجلس النشر العلمي
المؤلف الرئيسي: مرسي، أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: عدد خاص
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 385 - 398
DOI: 10.34120/0117-000-999-017
ISSN: 1026-9576
رقم MD: 363778
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

33

حفظ في:
المستخلص: تتناول هذه الورقة القدس تاريخا ورمزا كما تبدو في المأثورات الشعبية العربية، لا باعتبارها مجرد مدينة أو مكان، ذلك أنها تتجاوز هذا المعنى لتصبح رمزا يجمع عليه كل أصحاب الديانات السماوية الثلاث، من ناحية والشعوب التي تعيش في هذه المنطلقة من العالم من ناحية أخرى. وقد ارتبطت القدس (أورشليم) بمصر بعلاقة خاصة طوال عصور التاريخ، وتشير الوثائق إلى أنها كانت تشكل حدود أمن بالنسبة لمصر منذ عهد تحتمس الثالث (1490-1346 ق.م) (الأسرة الثامنة عشرة)، وأن العلاقة قد أخذت أشكالا مختلفة-بعد ذلك-بتأثير الأديان السماوية التي عرفتها هذه المنطقة التي يطلق عليها الآن الشرق الأوسط، فلم يخل كتاب مقدس من ذكرها إشارة أو صراحة، ويكاد تاريخ القدس (أورشليم) يحكى-في جانب كبير منه-تاريخ هذه المنطقة بما حفل به صراع منذ أقدم العصور. وتمتلئ كتب التراث بمرويات كثيرة عن القدس بيت القدس (أورشليم) باعتبارها جزءا من أرض الشام أحيانا وباعتبارها هي وما حولها تعني الشام. وهناك كثير من الأحاديث المنسوبة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، يرد بها ذكر اسم المدينة، كما أن كتب المفسرين أيضا قد أشارت إليها في أثناء تفسير بعض آيات الذكر الحكيم باعتبارها مدينة مقدسة مباركة. وهي المكان الذي عرج منه الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء، وهناك اعتقاد لدى الفلسطينيين أن ((الصخرة المشرفة)) صعدت تزغرد في إثر الرسول ولم تتوقف إلا عندما أشار إليها بالتوقف، وأن هذا هو سبب تعلقها. ويقدر المصريون، مسلمين ومسيحيين، المدينة المقدسة تقديرا خاصا، وأفردت مأثوراتهم الشعبية لرحلة الإسراء والمعراج مكانا خاصا، سواء في إبداعهم الشعري والغنائي فيما يعرف بالمدائح النبوية، أو في إبداعهم التشكيلي الذي تفنن في تخيل "البراق" وتصويره. كما يرد ذكر القدس في حكايات ألف ليلة وليلة، وفي السير الشعبية، ويرد ذكر بيت المقدس/ القدس في أكثر من موضع، أهمها ما يشير إلى المدينة باعتبارها رمزا للازدهار الثقافي والعلمي والتجاري، يقصدها الذين يرغبون في الاستزادة من علوم اللغة العربية، ويسعون إلى إتقانها، ويقصدها أيضا من يرغبون في التفقه في الدين وعلومه، وتعرف معارف وقوافل التجار والمسافرين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا من أبناء الجزيرة العربية وغيرهم. وفي سيرة الظاهر بيبرس سنرى أن رواة السيرة ومدونيها لم ينظروا إلى المدينة باعتبارها مدينة غزاها العرب المسلمون أو فتحوها؛ ذلك أنهم دخلوها لنشر دينهم وأيضا لإعادة حق مستلب، ولضمان حرية أصحاب الأديان السماوية في ممارسة شعائرهم الدينية التي أقرها الإسلام لأصحاب هذه الديانات على الرغم مما أشارت إليه السيرة من خلافات وصراعات بينهم. وتغني المصريات للحجاج، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، عند توديعهن لهم قبل سفرهم لأداء الفرائض، وزيارة الأماكن المقدسة، فيما يعرف عند المسلمين ب ((حنون الحجاج)) وعند المسيحيين بأغاني ((التقديس)) نسبة إلى القدس. وما يلفت النظر بشدة في هذه الأغاني أنها متشابهة في طريقة أدائها ولحنها وكلماتها. ولا تزال القدس –كما كانت دائما –رمزا مقدسا وبؤرة صراع، ولعل ما يحدث الآن من إصرار على تهويدها ماديا يتغير معالمها وطمس آثارها لا ينفصل عن السعي لتهويدها معنويا أيضا باستخدام مفردات من التراث وتأويلها لخدمة هذه الأهداف.

ISSN: 1026-9576

عناصر مشابهة