ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العرب في عصر الموحدين بين الخضوع والتمرد

المصدر: مجلة كلية الآداب
الناشر: جامعة الزقازيق - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: بشير، عبدالرحمن (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 57
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: ربيع
الصفحات: 68 - 115
رقم MD: 364013
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

63

حفظ في:
المستخلص: كان العرب في إفريقية والمغرب الأوسط دائمي التمرد ولا يرحبون بسلطان عليهم فعلى مدار حكم الأربعة خلفاء الأول كانوا دائمي الانضمام لمعارضي السلطة الموحدية، فقد ساندوا بني غانية للصمود أمام جيوش عبد المؤمن، واستغلوا منازلة عبد المؤمن للنورمان وعاثوا فساداً، ووقفوا مع المنشقين من حكام الموحدين في إفريقية، وكل هذه محاولات للاحتفاظ بامتيازاتهم على الأرض، ولما لم يجدوا بداً من الإذعان لدعوة الموحدين قرروا الرحيل لحفظ ماء وجههم ومعظم الروايات التي ترصد هجرتهم تدلل على هجرتهم قسراً، حيث تحمل النصوص كلمات مثل، استاق، ورحل، ونفي، وأشخص، وغرب، وهي مفردات تدلل على رحيلهم قسراً، ولا ينفي ذلك خطابات الخلفاء وما فيها من عبارات تؤكد هجرة العرب برغبتهم، واقتناع العرب بالتوحيد ورغبتهم في الجهاد؛ فقد كانت كلها أماني وليست تقرير واقع. تمنع العرب عن الهجرة في عهدي عبد المؤمن، ويوسف، ولم تفلح كل المحفزات التي قدماها لهم، إلا من قليل هربوا من ضغط البطون الكبيرة عليهم في إفريقية، ويبدو أن البطون التي هاجرت كانت من البطون المستضعفة أو حاقت بها الهزيمة، أما في عصر المنصور فجاءوا مرغمين، وزادت أعدادهم واستوطنوا المغرب الأقصى، القليل منهم اقتنع بفكرة الجهاد ضد نصارى الأندلس، وحسب الباقون أنه ربما تتفتح أمامهم أبواب من الرزق والمغانم، فأينما ولوا كانت المغانم هدفهم، وأما من هاجر من البطون القوية لم يستقر هناك، والذي بقي منهم آثار الشغب وظلوا على الدوام متمردين، وكان هدف الموحدين من التهجير تفريغ إفريقية من العرب التي طالما عاثوا فيها خراباً ودماراً، والتخفيف من ضغط هذه القبائل على المنطقة، واستخدامهم في محاربة نصارى الأندلس. تغير العرب في فترة ضعف الموحدين وأصبحوا أصحاب خبرة سياسية، حيث تمرسوا في الجهاد في الأندلس وراقبوا الأحداث عن قرب، ووضعوا أنفهم في كل ما يدور من أمور، ولم يطل بهم العمل كجند نظاميين في دولة الموحدين، فبعد معركة العقاب أصبحوا جماعات أو شراذم تعمل لحسابها الخاص، وتقدم خدماتها نظير غنائم أو إقطاعات، وهذا سبب تقلب ولاءتهم إذ كانوا دائماً يراهنون على القوى التي ظنوا أن الفوز حليفها، لذلك نجدهم يملكون إقطاعات كبيرة منها ما هو هبة من الحكام، ومنها ما هو بالغلب، ولم تبالي البطون العربية من تغيير مواقفها؛ بحثاً عن مصالحها وعن وضع يوافق طموحاتها، ومن بداية الدولة وحتى نهايتها كانوا يضعون مصالحهم في المقام الأول، وليس من العجب أن نجدهم وقوداً للمعارك بين المتناحرين على الحكم في أواخر دولة الموحدين، وكثيراً ما انتهكت قواعد الفروسية وأخلاقها بالخيانة وتقطيع الرؤوس والتمثيل بها، وفي النهاية يمكن القول أنهم شاركوا في سقوط الدولة لكنهم لم يكونوا سبباً رئيسياً في سقوطها

عناصر مشابهة