ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







نحو النهوض باللغة العربية

المصدر: التربية الأسلامية
الناشر: جمعية التربية الإسلامية
المؤلف الرئيسي: البلاسي، محمد السيد علي (مؤلف)
المجلد/العدد: س 38, ع 10
محكمة: لا
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2011
التاريخ الهجري: 1432
الشهر: نيسان / جمادي الأولى
الصفحات: 57 - 62
رقم MD: 366189
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إن النهوض باللغة العربية من النواحي كافة يجب أن يتصدر أولويات العمل العربي المشترك على جميع المستويات. لا أقول: العمل العربي الثقافي التعليمي فحسب، بل أقـول: العمل العربي العام على مختلف الأصعدة؛ لأنها النهوض باللغة ليس مسألة ثقافية، ولا هي مسألة تربوية تعليمية فحسب، وإنما مع ذلك مسألة السيادة والأمن والاستقرار والمصير. فاللغة العربية: هي وعاء ثقافتنا، وعنوان هويتنـا، والمحافظة عليها تعد محافظة على الذات وعلى الوجود. وكان علماء الأمة - رحمهم الله - في صدرها الأول على وعي كامل بأثر اللغة في تكوين الأمة، وخطرها في بناء شخصية المسلم؛ لذا حرصوا حرصاً شديداً على المحافظة على لغة القرآن والسنة، وشددوا التفكير على من حـاد عنها إلى غيرها، واستبدل الذى هو أدنى بالذي هو خير. هذا؛ في الوقت الذي تعد فيه اللغة الأم شريكة ثـدي الأم في إيضـاح نمو الصغير ورعاية قيمه واكتمال شخصيته. وها نحن أولاء نلاحظ على الصعيد العالمي أنه ما من شعب أراد الحياة العزيزة الكريمة إلا وتمسك بلغته الأم أمام اللغات الغازية. ففي فيتنــام: دعا القائد الفيتنامي "هوشى مينه" أبناء أمته قائلاً: "لا انتصار لنا على العـدو إلا بالعودة إلى ثقافتنا القومية ولغتنا الأم". ويقول في وصاياه للفيتناميين: "حافظوا على صفاء لغتكم كما تحافظون على صفاء عيونكم، حذار من أن تستعملوا كلمة أجنبية في مكان بإمكانكم أن تستعملوا فيه كلمـة فيتناميــة". وفي اليابان: استسلمت في الحرب العالمية الثانية تحت وطأة القنابل الذرية الأمريكية؛ ففرض الأمريكيون شروطهم المجحفة على اليابان المستسلمة، مثل تغيير الدستور، وحل الجيش ونزع السلاح... إلخ. وقد قبلت اليابان جميع تلك الشروط ماعدا شرطاً واحـداً لم تقبل به، وهو التخـلي عن لغتها القومية في التعليم، فكانت اليابانية منطلق نهضتها العلمية والصناعية الجديدة..! ولم نذهب بعيدًا؛ فها هي ذي إسرائيل: أقامت كيانها على إحياء اللغة العبرية، وهي لغة ميتة منذ ألفى سنة، فاعتمدتها في جميع شئون حياتها تعليماً وإعلاماً وتواصلاً؛ حتى إن المؤتمرات الذرية والنووية تعقد باللغة العبرية لا بالإنجليزية! وغني عن البيان: أن اللغة العربية اصطفاها الله - تعالى - لتكون وعاء لكتابه الخالد (القرآن الكريم) لاشك لغة تتربع على عرش الألسنة واللغات؟ يقول عنها المستشرق الفرنسي "لويس ماسينيون" عن اللغة العربية: وباستطاعة العرب أن يفاخـروا غيرهم من الأمم بما في أيديهم من جوامع الكلم التي تحمل من سمو الفكر وأمارات الفتوة والمروءة ما لامثيل له". فاللغة العربية تمتاز عن اللغات الأخرى بأنها: لغة دين، وتعلمها واجب، حيث حملت آخر الرسالات، وأريد لها أن تكون لسان الوحي، وقدر لها أن تستوعب دليل نبوة الإسلام، واختـزال مضامين الرسالات السابقة، والانطواء على المنهج الذي ارتضاه الله لخلقه إلى يوم الدين. فضلاً عن أن معرفة اللغة من الدين، ومعرفتها فرض واجب، وإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. - على حد قول ابن تيمية -. وفي العصور الأولى كادت العربية أن تكون مرادفةً للإسلام؛ فقد سأل أبو جعفر المنصور -يوما -مولى لهشام بن عبد الملك (ت 132هـ) عن هويته؛ فقال المولى: "إن كانت العربية لسانا فقد نطقنا بها، وإن كانت دينا فقد دخلنا فيه!"

عناصر مشابهة