المستخلص: |
لا شك أن نقل وترجمة تراث الأمم الأخرى إلى اللغة العربية, لغة الإسلام والمسلمين, لها نتائجها الإيجابية والسلبية، كغيرها من العلوم الحضارية الأخرى ذات الوجهين، الوجه الحسن الذي يمثل الإفادة من العلوم الأخرى المادية، والوجه السيئ الذي يدخل في مفهوم الضرر، أو الشر والباطل. وقد بذل علماء الترجمة جهوداً كبيرة في نقل التراث الحضاري للأمم الأخرى إلى اللغة العربية في شتى مجالات العلوم الفكرية والطبية والكونية الفلكية والإنسانية ونحوها. وحيث أن تراث الأمم الأخرى وخاصة الفكري منه والإنساني فيه الصالح والطالح, فقد جاء هذا البحث لبيان موقف علماء السلف والأئمة من تعريب كتب المنطق والفلسفة، تلك الكتب التي تعنى بالتراث العقدي للأمم الأخرى، وطريقة التفكير، والنظرة للإنسان والحياة والكون، فهل كان موقف أئمة السلف من هذه تعريب هذه الكتب هو القبول المطلق؟ أم القبول المقيد؟ أم الرفض المطلق؟ وهل كان لتعريب هذه الكتب أثر على حياة المسلمين والمثقفين فيهم سلباً أو إيجاباً؟ هذا ما ستحاول الإجابة عنه من خلال هذه الورقة، وذلك باستقراء وتتبع أقوال أئمة السلف، وموقفهم من تعريب تلك الكتب في عصرهم، وأسباب ذلك، وفق المعايير العلمية، والضوابط الشرعية.
|