المصدر: | هدي الإسلام |
---|---|
الناشر: | وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية |
المؤلف الرئيسي: | القيسي، عودة الله منيع (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 55, ع 8 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
الأردن |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | آب - رمضان |
الصفحات: | 114 - 121 |
رقم MD: | 374698 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
نخلص من هذا في مجال اللغة، إلى أن الألفاظ ذات المعاني اللاإرادية، يمكن أن تعطي معنى إرادياً إذا تمثل المتكلم فيها المعنى أو تخيله المتكلم، لأنه اندمج في مادة الكلمة المعنوية أو الجامدة، ولهذا فمادة "فَرِج" مثلاً مادة لا إرادية ولذلك لا نقول بشكل عام: رجل فارح، وإنما نقول: رجل فرح أو فرحان، لأن مصدر الفرح خارجي، فهو لا يفرح إذا أراد أو يغضب إذا أراد، ولكن على النادر نجد رجلاً متفائلاً جداً بحيث يفرح لأقل المفرجات أو يتكلف الفرح حتى يشعر به، بحيث يمكننا أن نقول: كلما رأيت هذا الرجل وجدته فارحاً، أي: استعملنا معه اسم الفاعل، ونقول: محمود كان في حفلة الطرب مفروحاً، (فنستعمل معه اسم المفعول) لأن قوة الطرب التي أحاطت به هزت أعماقه فاستجاب لها وهو كالمجبر، ولدت في ملامح وجهه فرحاً وهذا وضع نادر جداً، ولكنه ليس مستحيلاً لأن الألفاظ تبع للمعاني. * مستقر المعاني هما: النفس والعقل: وهذا يعني أن مستقر المعاني هو النفس "العقل" ولن تستقر المعاني في العقل لولا أن لها خلايا معينة فيه قادرة على الاستقبال، ولن تكون قادرة على الاستقبال لولا أن تكونت فيها مسارب "قوالب" للمعاني وللألفاظ، كمفردات وتعابير تقوم على أساس هيئات تراكيب تكونت في هذه الخلايا، وهذه المسارب وهذه التراكيب قادرة على التعبير بالألفاظ مرتبة حسب ترتيب المعاني فيها. ولما كانت المعاني غير متناهية، فهذا يعني أن هذه المسارب وهيئات التركيب قادرة على توليد ما لا يحصى من المعاني، وإلا لما استطاع متكلم أن يأتي بجديد في المعنى الذي يستتبع ألفاظاً جديدة أحياناً، أو ترتيب ألفاظ قديمة ترتيباً جديداً، أو جمعاً بين بعض الألفاظ الجديدة والقديمة مع ترتيب جديد لها. إذن، عبد القاهر الجرجاني، سابق لتشوم بقرون في معرفة هذه النظرية اللغوية، ونضيف هنا أن المعاني البسيطة منها والمركبة، لا تسبق الألفاظ، وإنما تتولدان وتتشكلان في وقت واحد معاً تقريباً، ولو كانت صورتها العامة قد تكون في الذهن قبل تشكلها التفصيلي بألفاظ وتعابير. وهنا يحسن أن نلاحظ أن عبد القاهر الجرجاني، قال بأن الألفاظ تترتب حسب ترتب المعاني في النفس ولم يقل: في العقل، لأن العقل لا يتحرك، كما قلنا سابقاً، إلا إذا استنفرته النفس. ولهذا فاستنفار العبارات في خلايا الدماغ لا يكون إلا إذا حركت الدماغ النفس "الوجدان" ولهذا، يختلف ترتيب المعاني في العقل، وترتيب الألفاظ تبعاً لذلك، يختلف في مجال العلم أو الفكر عن ترتيبهما في مجال الأدب، لأن النفس تكون مستقرة إلى حد كبير عند التفكير العلمي والفلسفي والنقدي، على تفاوت في استقرارها، أنها تتحرك بنسبة عشر درجات في المئة إلى عشرين، وبذلك يكون حفزها للعقل محدوداً، مما يبقي الألفاظ المستنفرة على ترتيب بسيط مثلاً، يأتي الفعل ثم الفاعل ثم يأتي المفعول وهكذا، تخرج إلى الوجود، أما في الأدب فيعظم الاستنفار، ويصير الترتيب مركباً أو مكثفاً، والله تعالى أعلم. |
---|