المصدر: | مجلة الحربية |
---|---|
الناشر: | كلية الملك عبد العزيز الحربية |
المؤلف الرئيسي: | العريشي، يحيى بن أحمد مهدي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 50 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
التاريخ الهجري: | 1430 |
الصفحات: | 108 - 111 |
ISSN: |
1319-2752 |
رقم MD: | 376871 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
فإن للون الأزرق قيمته الدلالية - حتى وإن لم يسغ للعربي؛ بحكم ارتباطه بأعدائه من الروم وغيرهم ؛ إذ نرى دلالته في الآية على شمول سائر البدن وحالات العمى والعطش والطمع الكاذب، وما شابه ذلك. وتلك الدلالة لا تعد مانعا من قبول اللون الأزرق ومعايشته؛ لأن ذلك اللون قد جاء في تلك الآية مرتبطا بحالة خاصة؛ هي حالة الكفر والإجرام، وما صاحب ذلك من حسرة وحزن وكآبة جعلت النظرة لذلك اللون ممزوجة بالكره والمقت ٠ خلافا لألوان أخرى حظيت بالقبول؛ مثل اللون الأخضر وما في حكمه. ومعنى ذلك: أن القيمة الدلالية باقية للون الأزرق كلون، شأنه في ذلك شان سائر الألوان الأخرى التي تختلف دلالتها بحكم ما يطرأ عليها من تغير في الطبيعة، أو الوظيفة؛ لأنا نعلم أن اللون الأحمر. مثلا - إذا كانت دلالته على الدم، أو اللون الأبيض إذا كانت دلالته على العمى، فإن تلك الدلالة لا تحظى بالقبول والرضا شأنها شأن اللون الأزرق إذا كان دالا على العدو، أو العمى ،أو العطش .ويبقى للون الأزرق دلالته على تلك الزرقة في السماء الصافية، وزرقة أمواج البحار العاتية، وزرقة قوس قزح عندما تخالفه الألوان الأخرى، ناهيك عن النظر إلى تلك الزرقة الماثلة في عيون القطط، والصقور، وما شابههما من الحيوانات – مع أن في تلك الزرقة ما يوحي بالغلظة والشدة -٠ كما نجد العربي الأول قد تمدح بزرقاء اليمامة التي كانت تبصر من مسافة ثلاثة أيام( ). ولم يزل اللون الأزرق يحظى برواج كبير في عصرنا الحاضر عند أولئك الذين يستخدمون العدسات الزرقاء اللاصقة والنظارات الشمسية ذات اللون الأزرق بل يرى آخرون: أن اللون الأزرق هو لون الآمل، والتجدد، والدوام، والصفاء، وأنه يقلل من الهيجان، ويساعد على التركيز، والاستغراق ( ), بل إنه صنف لعلاج حالات الصداع، وارتفاع ضغط الدم، وعرق النسا وما شابه ذلك( ). وأصبح يطلق على حبات الخرز، وعقود الزينة والأزهار( ).إن هذه النظرة الدلالية التوسعية للون الأزرق تجعل الباحث يميل إلى إبقاء دلالة اللون الأزرق في الآية الكريمة على زرقة أعين أولتك المجرمين، إما عن طريق المجاز بوصف الشيىء بصفة جزئه- كما في إطلاق الكحل والحول على العين، وإما عن طريق الحقيقة في شمول العمى لسائر العين( ). ويبقى استخدام الكناية، والمجاز لذلك اللون؛ للدلالة على كل ما يمثل للإنسان خطرا، أو بغضا؛ كآن يكنى باللون الأزرق عن العدو( )؛ أو عن كل رزيئة ومنية؛ كما في قول الشاعر: وفلق هتوف كلما شاء راعها بزرق المنايا المدعصات زجوم( )أو يجعل ذلك اللون سببا في العمى، أو في شدة العطش أو في الطمع الكاذب. مع الحفاظ على طبيعة اللون الأزرق في بعض المواقف الخاصة؛ إن ما الذي يمنع أن يكون أولئك المجرمون الذين وصفهم الله بالزرقة موسومين بذلك اللون، وأنه هو السائد عليهم، وأنه هو اللون الذي ارتضاه الله لهم؛ تمييزا لهم عن غيرهم، وتشهيرا بهم - حتى لو كان لون أجسامهم قبل ذلك خلاف ذلك اللون ؛ لأن لطبيعة المقام والموقف حالات؛ كما ذكر ذلك ابن عباس( ) يضاف إلى ذلك: أن للمعاصي والآثام دورها في تغيير ألوان الأشياء؛ كما هو الحال مع الحجر الأسود الذي نزل من السماء أشد بياضا من اللبن، ولكن أثرت فيه ذنوب العباد ومعاصيهم حتى أصبح أسود اللون |
---|---|
ISSN: |
1319-2752 |